لقد انتهى الإمتحان.. وبدأ الخوف المسيطر والهواجس والتخوف من عدم العمل جيدا كما كان من المفروض، وبدأ مع كل هذا قلق مسيطر على الفكر سببه سؤال واحد: هل سأنجح ؟ وإذا لم أنجح ماذا سيقول عني الأهل والآخرون؟ هذه الأسئلة، رغم عدم الجدوى من طرحها، إلا أنها تفرض نفسها، وتبقى إلى أن تظهر نتيجة الإمتحان فيفوز البعض ويعطى للآخرين فرصة ثانية لإثبات جدارتهم بالفوز . لا داعي لتكرار شيء رغم أهميته إن النجاح في الإمتحان ضروري لكن ليس هو الغاية الكبرى في الحياة، فكم من شخص سقط في امتحان وأعاده ثم فاز بنقطة أكثر مما كان يتوقع؟ وكم من شخص لم ينجح واختار التكوين المهني ونجح بدرجة كبيرة، حيث أصبح بعد سنوات من تعلمه لحرفة ما من أغنى الأغنياء و ظل زميل له نجح بالبكالوريا عاطلا عن العمل ينتظر فرصة ما، بدل أن يبحث عنها ويرسم مستقبله بيده؟ إن عامل النجاح بالبكالوريا أو شهادة التعليم المتوسط ليس هو الشرط الوحيد للنجاح في الحياة. إن من ينجح فعلا هو من يدرك قدراته ويعرف ميولاته ويتبعها باختيار أنسب للمهنة التي يريد مزاولتها طوال أيام حياته المهنية. إن الهدف في الحياة أسمى من أن يرتبط بشهادة ما رغم ضرورتها، وأنا أتحدث هنا عن رؤية الطالب لمستقبله ورسمه إياه بطريقة صحيحة، فكم من طالب اختار فرعا ما وظل يدرس به لسنوات طويلة، وفي آخر المطاف أدرك أن ما اختاره لا يناسب ميوله فتركه وشغل منصبا يحبه. أتذكر هنا قصة زميل لي اختار أن يكون طبيبا وبعد أن زاول هذه المهنة لسنوات عدة، إذا به يكتشف يوما أنه لم يخلق لأن يكون طبيبا بل ميكانيكيا يحب السيارات .. وعندما غير مهنته وجد توازنا أكثر، قلت له ضاحكة: كان عليك من الأول أن تعرف أنك طبيب سيارات..! أخى الطالب، أختي الطالبة.. أعطيكما هذه الإحصائيات الهامة لمن نجحوا في الحياة : لقد أقيم بحث على العشرات من الطلبة بجامعة أمريكية، وبعد تخرجهم قام الباحثون باستدعائهم، وذلك بعد 04 سنوات فكان أن وجدوا أن ثلاثة بالمئة فقط من الطلبة كان لهم أهداف قبل التخرج: واحد بالمئة لم يكونوا يعلمون ماذا سيفعلون بعد التخرج، و واحد بالمئة كانوا يعرفون ماذا يريدون تحقيقه بعد التخرج، لكن كان الأمر مجرد تصورات ذهنية، و واحد بالمئة الأخير كتبوا بالتحديد ماذا يريدون تحقيقه وكيفية ذلك. فكانت النتيجة الإجتماعية كالتالي: الزمرة الأولى عاش من بها في مستوى اجتماعي دون المتوسط، أما من الزمرة الثانية فكانوا يكسبون من عملهم ثلاث أضعاف أكثر من أصحاب الزمرة الأولى. أما أصحاب الزمرة الأخيرة فإنهم كانوا يكسبون 10 أضعاف من الزمرتين مع بعضهما. إذا، أخي الطالب قم بتحديد أهدافك واكتبها وخطط للوصول إليها. طرق التغلب على خوف ما بعد الإمتحان - أولا: توكل على الله، بأن ترى في فشلك (لا قدر الله) درسا في الحياة أو توجيها للقدرة الإلهية لك لأحسن من مجرد شهادة. - ثانيا: إن استعصى عليك الخوف وغشا أيامك القلق، فحاول أن تلهي نفسك بمفيد الأعمال، ولا تظن ان دماغك قد تعب من الإمتحان، و عليك الآن أن تخلده للراحة. إن الدماغ الذكي هو الدماغ الذي يجعل من الحياة لعبة أو لغزا يشعر بالفرح أثناء فك حباله.. يتبع الدكتورة جليلة زهيد