نصب، ليلة أول أمس، 18 مهاجرا جزائريين خيمة أمام ساحة الكنيسة الكبرى بمدينة تريفيزو، شمال شرق إيطاليا، بعدما وجدوا أنفسهم من دون مأوى، بعد أن سخرت قوات الشرطة الإيطالية أكثر من 200 شرطي، لطردهم من مقر مهجور تابع للصليب الأحمر بالمدينة قبل أربعة أيام، كانوا يتخذونه مسكنا جماعيا لهم نور الدين بلمداح يحذر من محاولات الاستغلال وتقديم عروض التنصير وبحسب ما نقلته الصحيفة الأولى في إيطاليا “كورييري ديلا سيرا”، فإن 18 جزائريا من أصل ال 24 الذين تم طردهم بالقوة من مقر الصليب الأحمر بمدينة تريفيزو، قاموا بنصب خيمة في ساحة كنيسة المدينة بمساعدة وتضامن كبيرين من جمعية كاريتاس المسيحية الكاثوليكية وعديد الجمعيات المناهضة للعولمة والناشطة بمدينة تريفيزو، في حين قالت المصادر ذاتها إن 6 من بين المطرودين وجدوا حلولا مؤقتة للإيواء عند أقاربهم المقيمين في المدينة. وقالت الصحيفة إن عددا من المطرودين لازالوا بنفس الثياب التي كانوا يرتدونها يوم تنفيذ عملية الطرد من المقر المهجور ووضعوا جميع أغراضهم داخل إحدى الحاويات، في الوقت الذي تعمل فيه الجمعيات المساندة لهم على توفير حمام مرتين في الأسبوع، ونددت بالطرد الذي تعرض له الجزائريون ال 24، ووصفته بغير القانوني والتعسفي. كما دعا قس كنيسة مدينة تريفيزو المواطنين إلى التبرع بالملابس والمواد الغذائية لفائدة الجزائريين ال 18، وتناول وجبة عشاء معهم داخل الخيمة. وبحسب شهادات بعض المهاجرين الجزائريين من داخل خيمتهم أمام الكنيسة والمحاذية للطريق العام، فإن العشرات من سائقي السيارات تعرضوا لهم بعبارات عنصرية والشتائم، مطالبين إياهم بالعودة إلى بلادهم “على الرغم من أنهم مقيمون بطريقة شرعية في إيطاليا منذ عدة سنوات”، يقول أحد الجزائريين. وفي السياق ذاته، قال رئيس الفيدرالية الأوربية لجمعيات الجزائريين، نور الدين بلمداح، في اتصال مع “الفجر”، إن احتماء الجزائريين داخل الكنيسة، يعود إلى كون هذا المكان محرم على الشرطة الايطالية، ولا يحق لها دخوله لتفرقة المعتصمين. وأشار نور الدين بلمداح إلى أن جمعية كاريتاس الكاثوليكية العالمية، لها من الإمكانيات المالية ما يسمح لها بكراء مأوى للمهاجرين الجزائريين ال 18، لكن - يضيف - إذا اكتفت بالتكفل بهم وسط ساحة الكنيسة، فهذا دليل على أن “في الأمر ريبا ما”، قد يصل إلى حد التبشير واستمالتهم إليها.