قالت مصادر إعلامية سويسرية إن برن حاولت أربع مرات تحرير مواطنيها الذين احتجزتهم طرابلس قرابة سنتين عن طريق وساطة الجزائر ودول أخرى، لكنها تخلت عن الفكرة في نهاية المطاف بعد أن اعتبرتها كثيرة المخاطر، في حين تكون شروط الجزائر قد حالت دون ذلك. أفادت صحيفة “لا تريبون دو جنيف” السويسرية، أمس، دون توضيح مصادرها، أن “عدة مصادر أكدت أن برن درست فكرة ترحيل مواطنيها نحو الجزائر، وتحدثت الصحيفة عن “تهريب”، وأنها أصدرت مرتين تفويضا عسكريا لتنفيذها”، لكن السلطات السويسرية تراجعت عن ذلك، بعد أن اصطدمت بشروط الجزائر، القاضي بترحيل بعض المعارضين السياسيين الجزائريين المقيمين في سويسرا، كمقابل لتنسيق التعاون من أجل تحقيق فكرة ترحيل مواطنيها إلى الجزائر، حسب تعبير ذات المصادر. وأوضحت الصحيفة، أنه تم الإعداد والتخطيط لتخويل مواطنيها باتجاه الجزائر، في شهر ديسمبر من عام 2008، لكن السلطات السياسية في برن عدلت عن ذلك، ورفضت الشروط التي قالت بأن الجزائر وضعتها مقابل الاستجابة للطلب، وتتمثل في ترحيل المعارضين السياسيين الجزائريين المقيمين بسويسرا. وأضافت “لا تريبون دو جنيف”، أن المحاولة الأولى انطلقت على الأرجح مع بداية احتجاز رجلي الأعمال السويسريين، ماكس غولدي ورشيد حمداني، في جويلية 2008، اللاجئين إلى القنصلية السويسرية في طرابلس، لإخراجهما من البلاد في طائرة سفير سويسرا في ليبيا. هذا، ولم تعلق وزارة الخارجية السويسرية بعد على المعلومات التي تداولتها الصحيفة، حيث لم يصدر أي رد، سواء على لسان ناطقها الرسمي أو على موقعها على شبكة الانترنت، غير أن المعلومات تبقى مبهمة ودون ارتكاز لعدة اعتبارات لا يمكن للجزائر أن تقفز عليها، وأولها علاقات حسن الجوار والممتازة بين الجزائروطرابلس من جهة، والمواقف الجزائرية الثابتة تجاه الدول المغاربية والعربية عامة ودول الجوار خاصة، بما يخدم مصلحة البلدان والشعوب والعلاقات الثنائية، وكذا دفاعها الدائم عن العرب في مختلف المحافل الدولية، من جهة أخرى. وكانت الجزائر قد دعت فور حدوث الأزمة الى التعقل والجلوس إلى طاولة الحوار لحل المشكل وديا.