أشارت بعض المصادر من عدة جهات في سويسرا إلى أن أمر الإفراج عن المواطنين السويسريين الموقوفين في ليبيا تم عن طريق وساطات محتملة من جانب دول عربية من بينها الجزائر وقطر والإمارات العربية المتحدة، في محاولة لنزع فتيل الأزمة الناشئة بين طرابلس وبرن والتي زاد من تضخيمها ما تردد، عن طريق جهات ليبية غير رسمية، عن احتمال وقف تزويد سويسرا بالنفط الليبي. وأشار رئيس الكنفدرالية باسكال كوشبان إلى أن هذه الوساطات تمت دون الإفصاح عنها بقوله في حديث صحفي إن ''سويسرا تبحث عن وساطة دول صديقة''، دون أن يقدم أية أسماء. وكانت كل من فرنسا وإيطاليا بل حتى السياسي اليميني النمساوي يورغ هايدر قد أعلنوا عن استعدادهم للوساطة في هذه القضية. في السياق نفسه ذكرت وكالة ''سويس إنفو'' أن هذا الأمر يأتي في وقت سجلت فيه مصادر دبلوماسية بحر الأسبوع الماضي أن ''كلا من الجزائر ومصر وفرنسا لعبت دورا مهما في ترطيب الأجواء بين ليبيا وسويسرا''. وأوضحت المصادر نفسها أن ''المبادرات الثلاث تمت بشكل منفصل وفي إطار التكتم الشديد انطلاقا من العلاقات الخاصة التي تربط العواصم الثلاث بكل من ليبيا وسويسرا". وأضافت المصادر نفسها أن ''الرئيسين الجزائري بوتفليقة والفرنسي ساركوزي هاتفا العقيد القذافي لإثنائه عن مزيد من التصعيد والبحث عن مخرج سياسي للأزمة، فيما كلف الرئيس مبارك أحد كبار مساعديه بتهدئة غضب المسؤولين الليبيين وتشجيعهم على توخي الحوار مع برن'' في هذا الموضوع. وزادت المصادر نفسها أن ''السفير المصري لدى طرابلس لعب دورا في هذه الاتصالات، بالإضافة إلى أحمد قذاف الدم، سفير الجماهيرية لدى مصر الذي يوجد حاليا في طرابلس". وأعلنت وزارة الخارجية في برن أنه تم عشية الثلاثاء الماضي الإفراج عن المواطنين السويسريين الموقوفين في ليبيا مقابل كفالة مالية وأكدت أنهما يتواجدان بمقر السفارة السويسرية في طرابلس. وقالت الخارجية إنهما ''بصحة جيدة لكنهما لا يتوفران على ترخيص بالخروج من الأراضي الليبية'' لكنها أشارت في المقابل إلى استمرار وجود ''توترات في العلاقات الثنائية'' بين البلدين اللذين ''يواصلان مباحثاتهما من أجل تجاوزها".