الفريق الوطني الجزائري الحالي معنويا أفضل من الفريق الذي لعب سنة 1986 في مكسيكو.. لماذا؟! أتذكر أن الحديث بين اللاعبين في مجموعة مكسيكو كان يدور حول المكافآت المالية بالدوفيز ولم يكن الحديث يدور حول من يلعب ومن لا يلعب مثلما هو جارٍ اليوم بين أعضاء الفريق الوطني في جنوب إفريقيا! وهذا تطور مهم! اليوم الكل في جنوب إفريقيا يتحدث عن حماسه للعب من أجل تسجيل اسمه في التاريخ.. وهذا في حد ذاته من الإيجابيات المهمة! وأتذكر بعد الذي حصل للفريق الوطني في مكسيكو ناديت الزميل الرسام الكاريكاتوري في جريدة الشعب هارون وقلت له "ارسم لي بورتريهات للاعبين الأحد عشر الذين لعبوا في مكسيكو ووضع صورهم في قطع من "الكوسة" (القرعة) واكتب عليه قرعة محشية بالدوفيز! على اعتبار أن اللاعبين كانوا يطالبون بحشوهم بالدوفيز كي يلعبوا بكفاءة! وبعد ساعة زمن عاد إليّ الزميل هارون إلى رئاسة التحرير وهو يحمل الرسم الذي طلبته منه.. ولكنه قال لي في اعتذار ظريف: اسمح لي يا أستاذ: إنني استبدلت القرعة بالفلفل! لأن الفريق الوطني لم يلعب في مكسيكو بسماطة القرعة بل لعب ببعض حرارة الفلفل ومع ذلك خسر! ونشرت جريدة الشعب الرسم "فليفلة محشية بالدوفيز" وأثار الرسم موجة عارمة من الاستحسان على المستوى الرسمي والشعبي.. حتى أن أحد بائعي الدلاع في باب الوادي نزع الرسم من الجريدة وألصقه في الدلاع! أخشى أننا إذا انتصرنا على الأمريكان أن تصنف أمريكا المدرب سعدان وأشباله ضمن قائمة الإرهابيين المطلوب القبض عليهم بعد المقابلة؟! وإذا خسروا لا قدر الله يصبحون في نظر الشعب الجزائري كوسة وكابوية ودلاع..! لأن الجزائريين مثل الأمريكان لايعترفون بالتوسط إنما النصر أو القبر!