رغم أن الحديث قبل انطلاق أي منافسة كروية أو مواجهة هامة يكثر عن المنح التي سيحصل عليها اللاعبون والطاقم الفني، إلا أنه وقبل أقل من أسبوعين من انطلاق المونديال لم تتطرق العناصر الوطنية والمسؤولون عن المنتخب الوطني إلى قضية المنح الخاصة بكأس العالم وما سيجنيه اللاعبون في حال تحقيق نتائج جيدة في دورة جنوب إفريقيا. الأمور تغيرت و”الفاف” أصبحت تفي بوعودها ويعود سبب تأخر التطرق لقضية المنح المتعلقة بالمنافسة التي ينتظرها الجميع إلى أن رفقاء القائد يزيد منصوري أصبحوا يثقون في مسؤولي “الفاف”، حيث تجاوزوا تماما الشك الذي يراود عادة لاعبي المنتخبات الإفريقية تجاه الفيدراليات عندما يتعلق الأمر بقضية المنح خاصة في منافسة بحجم نهائيات كأس العالم، إذ يعلم أشبال سعدان أن روراوة لحد الآن وفى بكل وعوده تجاه اللاعبين بدليل حصولهم على المستحقات المتفق عليها مباشرة بعد نهاية دورة أنغولا، حيث تحصل كل لاعب شارك في كأس إفريقيا على حقه عبر رصيده البنكي الخاص. قبل بداية التربص حصل اللاعبون على مصاريف المهمة التي وصلت إلى 1700 أورو وما جعل ثقة العناصر الوطنية كبيرة في المسؤولين، هو الاحترافية التي أصبح يسير عليها “الخضر” وهو ما لوحظ حتى في تربص سويسرا الأخير حيث وبمجرد التحاق اللاعبين بفندق “ڤولف أند بالاس” وجدوا مفاتيح الغرف وأظرفة بريدية توجد في كل واحد منها مصاريف المهمة الخاصة بال 17 يوما مدة التربص إلى غاية مواجهة إيرلندا التي جرت أمس في دبلن، حيث أن كل لاعب تحصل على 1700 أورو بمعدل 100 أورو في اليوم (اللاعبون حصلوا على هذه القيمة لكن بالدولار هذه المرة) وهذا ما جعلهم أكثر اطمئنانا فيما يخص ما ينتظر أن تمنحهم إياه “الفاف” في المونديال القادم. الحديث عن المنح سيكون في تربص ألمانيا وسيناريو مكسيكو لن يتكرر من جهة أخرى وفي وقت كان الكثير ينتظر أن يكون التربص الذي ينتهي صبيحة اليوم بتنقل الوفد الجزائري إلى باريس لأخذ 48 ساعة من الراحة هو الذي سيفصل خلاله في قضية المنح الخاصة بنهائيات كأس العالم، لم يتم الحديث لحد الآن عن هذه النقطة حتى في الاجتماعات التي عقدها روراوة وسعدان مع العناصر الوطنية، حيث تم تأجيل كل ذلك إلى تربص ألمانيا بعد أن تم تحديد قائمة ال 23 لاعبا المعنية بالسفر لتمثيل الجزائر، ومن المنتظر أن لا يعرف الكلام عن قضية المنح نقاشا حادا لأن الثقة أصبحت متبادلة بين “الفاف” والعناصر الوطنية ليتأكد بأن سيناريو مكسيكو لن يتكرر هذه المرة واللاعبون مركزون على الميدان أكثر من الحديث عن المستحقات التي سيتلقونها في حال تحقيقهم نتائج إيجابية. حديث عن مليار في حال التأهل للدور الثاني وسلم المنح في حال الفوزأو التعادل قابل للتغيير وحسب المعلومات التي استقيناها من محيط “الخضر”، فإن “الفاف” ستحدد مع اللاعبين في تربص ألمانيا قبل السفر إلى جنوب إفريقيا سلم المنح الخاص بالنتائج المحققة في المونديال، حيث من المنتظر أن يدور النقاش حول القيمة التي سينالها كل لاعب في حال التعادل أو الفوز، أما بالنسبة للتأهل إلى الدور الثاني فإن المنحة المالية المخصصة قد حددت من طرف المسؤولين وقد تصل لمليار سنتيم سيحصل عليه كل لاعب، وتعود القيمة الكبيرة هذه لأن هذا الإنجاز إذا ما تحقق فإنه سيكون تاريخيا. الجميع يؤكد أن إسعاد الشعب الجزائري لا يقدر بثمن أما اللاعبون الذين تحدثنا إليهم في موضوع المنح التي سيقرر كل شيء بشأنها قبل السفر إلى جنوب إفريقيا، فقد أكدوا لنا أن الذي يهمهم الآن هو البروز في دورة جنوب إفريقيا ولا تهمهم تماما المنح المالية لأن إخراج الشعب الجزائري إلى الشوارع لا تضاهيه أي قيمة مالية، وهذا لأن هذا الحدث التاريخي يبقى أكثر ما سيتذكره الشعب الجزائري لعشرات السنين مثلما حدث في مونديال إسبانيا عام 1982 الذي بقي تاريخيا.