أقدم المئات من مواطني بلدية بني يلمان بالمسيلة، أمس، على غلق مقر البلدية في حركة احتجاجية متجددة، بعد الحركة الأولى التي قاموا بها قبل ثلاثة أسابيع احتجاجا على المصالح التقنية المكلفة بإحصاء ومعاينة المساكن المتضررة جراء الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة في 14 من شهر ماي الماضي. واستنادا إلى مصادر من عين المكان فإن المواطنين طالبوا من أعوان ومهندسي المصالح التقنية بالخروج إلى الميدان ومعاينة ما يقارب 550 مسكن لايزال أصحابها ينتظرون بفارغ الصبر تصنيف مساكنهم لتمكينهم من مختلف المساعدات المرصودة من طرف الدولة. وأضافت ذات المصادر أن والي الولاية كان قد أمر المصالح التقنية بالخروج مجددا ومعاينة المساكن المتبقية خاصة تلك التي تأثرت بفعل الهزات الارتدادية المتواصلة إلى يومنا هذا، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق على أرض الواقع، حيث اكتفت المصالح المعنية بإرسال القوائم القديمة التي تحمل أسماء المتضررين بالمعاينة الأولى، وهو ما اعتبره المحتجون هضما لحقوقهم المشروعة ومحاولة لمراوغة مسؤول الهيئة التنفيذية، وأضافت أيضا أن جموع المواطنين المحتجين قاموا في خطوة غير مسبوقة بغلق كل المقرات الإدارية العمومية، منها مكتب البريد والعيادة الجاهزة متعددة الخدمات، ثم قاموا بعد ذلك بشل مختلف الأشغال الجارية على مستوى المؤسسات التربوية والعيادة متعددة الخدمات، حيث اتهموا أصحاب المؤسسات المنجزة بالغش وعدم الامتثال لمعايير البناء والعمران. وأكدت مصادرنا أن السكان قرروا التصعيد إذا لم يتدخل الوالي لوضع حد لما أسموه تلاعب ولامبالاة المسؤولين المحليين بما يحدث على مستوى ورشات الإنجاز وكذا مصالح المراقبة التقنية. من جهة أخرى، علمت “الفجر” أن المواطن رياح مسعود، البالغ من العمر 41 سنة وأب لثلاثة أطفال، قد فارق أمس الحياة بمستشفى الدويرة بالعاصمة متأثرا بالحروق التي كان قد تعرض لها منذ أزيد من شهر بعدما قام بالتوجه إلى مقر البلدية وسكب كمية من البنزين على جسده وأضرم فيه النار احتجاجا على عدم حصوله على خيمة، كما أصيب وقتها رئيس البلدية وأحد أعضاء المجلس في ذات الحادثة، حيث نقل الجميع إلى المستشفى.