اشتكى سكان بقعة بني عقيل ببلدية بريرة، التابعة إداريا لدائرة بني حواء 80 كلم شمال شرق عاصمة الولاية بالشلف، من تدهور الوضع المعيشي بمنطقتهم جراء انجراف التربة الذي أصبح يهدد وجودهم بالمنطقة، فضلا عن نشاطهم الفلاحي الذي يعتبر مصدر عيشهم الوحيد على بساطته ومحدودية مردوديته حسب السكان، فإن المنطقة مهددة بانجراف التربة بسبب انعدام الغطاء النباتي وقلة التشجير، حيث لم يستفيدوا من برامج التجديد الريفي التي منحت لمعظم مناطق وبلديات الولاية الريفية والنائية، إذ شملت ظاهرة انجراف التربة ثلاث مداشر بالمنطقة رغم أن هذه المناطق مشهورة بزراعة البيوت البلاستيكية التي تقدم أجود أنواع الخضر والفواكه. فضلا عن هذا، يعاني السكان من نقص المياه الصالحة للشرب بالمنطقة التي تجعلهم يعتمدون على وسائلهم الخاصة في التزود بهذه المادة الأساسية، خاصة أن أغلبيتهم لا يملكون وسائل نقل خاصة، الأمر الذي يدفع بهم إلى الإستعانة بالدواب للتزود بمياه الشرب. ويطالب سكان هذه البقعة النائية بتكثيف التغطية الصحية التي تعتبر شبه غائبة، فمركز العلاج الوحيد يسير من قبل ممرضين في غياب تام لطبيب مداوم، الأمر الذي يؤدي بغالبية السكان التوجه نحو دائرة بني حواء على بعد 20 كلم أو التنقل شرقا نحو بلدية الداموس التابعة لولاية تيبازة. كما يطرح السكان مسألة استفادتهم من برنامج التجديد الريفي الذي استفادت منه الولاية، والذي لم يشمل منطقتهم بعد رغم ضخامة المشروع الذي مس في مرحلته الأولى 32 بلدية من مجموع 35 بلدية تضمها الولاية، حيث اعتبر السكان أن منطقتهم مواتية لتربية المواشي والأنعام وتربية النحل وغرس الأشجار المثمرة، حيث طالبوا محافظة الغابات بإدراجهم في هذه البرامج التي هي موجهة أساسا لسكان المناطق الريفية والنائية. وحسبهم فإنهم يتوفرون على كافة الإمكانيات لتجسيد برامج الدعم الريفي أو التجديد الريفي من أراضي خصبة، إلا أن قلة الإمكانيات المادية تحول دون استغلال هذه الإمكانيات الطبيعية التي تتوفر عليها منطقتهم.