تكرم عليّ العديد من القرّاء بحجز مكان لي في "جهنمة" لأنني علّقت على من أفتى بجواز أكل رمضان إذا قطع عنه التيار الكهربائي! وهدّدني بعض القرّاء بإدخالي جهنمة.. لأن لحم العلماء مر! أما لحم رمضان فحلو سكري يجوز الإفتاء بأكله! نعم العلماء ورثة الأنبياء إذا كانوا من طينة الإمام الغزالي رحمه الله أو من طينة الشعراوي رحمه الله! وليس من طينة ذاك الذي يفتي بأكل رمضان إذا قطعت عنه الحكومة التيار الكهربائي أو الذي يفتي برضاعة زميلته في العمل حتى تصبح أخته من الرضاعة! أو ذلك الذي يكتب في مذكّراته: إنه تزوج من بنت في سن الثلاثين وهو في سن الستين أسوة بالرسول (ص) وأنه يطبق السنة النبوية في هذا الأمر؟! فهل يرث هذا العالم الرسول (ص) إذا طبّق سنته بهذه الطريقة؟! لست أدري؟! لقد وقف أحد العلماء الذين يقال عنهم إنهم ورثة الأنبياء ولا يجوز الاعتراض على ما يقولون لأن لحومهم مرّة.. ووقف في الحرم المكي الشريف وفي يوم جمعة ليخطب في الحجيج خطبة الجمعة فقال: إن موت مئات الحجاج في التدافع بمنى مسألة عادية! وقال ذلك إرضاء لحكّام السعودية المقصّرين في موضوع تأمين حج آمن ومريح للمسلمين! فهل هذا (العالم) لحمه مرّ ومن يتناوله يدخل "جهنّمة"؟! وماذا يقول هؤلاء القرّاء عن علماء ورثة الأنبياء ولحومهم مرّة وهم من طينة هؤلاء الذين يسكتون عن جعل باب الملك فهد في الدخول إلى الكعبة أكبر من باب النبي (ص) عليه وسلم؟! هل هذا أيضا من السنّة التي يرعاها هؤلاء العلماء ورثة الأنبياء؟! وعندما يكون الملك أهم من النبي (ص) فلا تتعجّبوا حين يصبح علماء الإسلام أكبر من الإسلام نفسه. نعم أعترف للقرّاء أنني أواجه مشكلة شخصية مع (علماء) هذا الزمان ورثة الحكام وليس ورثة الأنبياء.. لأنني أقيس أعمال هؤلاء وتصرفاتهم بقامات كبيرة عرفتها عن قرب مثل الشيخ شعرواي رحمه الله والذي عرفته سنة 1968 في أول ملتقى للفكر الإسلامي في ثانوية عمارة رشيد مع الوزير المجاهد المرحوم العربي سعدوني وكذلك الإمام القدوة الغزالي رحمه الله والذي زرع فينا هنا في الجزائر الإسلام الذي يمجّ فتاوى رضاعة الزميلات وزواج الشيوخ بالصبيات وجواز أكل رمضان بعد الإفراط في أكل السكريات!