اضطر أعوان الدرك الوطني إلى إخراج أربع عائلات كانت تشغل شاليهات على مستوى “ليزوندين” ببلدية برج البحري، حسب شهادة بعض السكان الذين التقهم “الفجر” بعين المكان، بعد أن رفضت تلك العائلات مغادرة مكانها، كونها لا تملك مكانا آخر يأويها غير تلك الشاليهات. كانت الساعة تشير إلى حوالي منتصف النهار عندما دخلنا حي ليزوندين، حيث كانت قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني، بما في ذلك أعوان الحرس البلدي، موزعين بالقرب من موقع الشاليهات بعين المكان تحسبا لوقوع أي اشتباكات مع المواطنين، وبدا لنا من الوهلة الأولى أنه تم إخلاء المكان من العائلات التي تقطن المكان ذاته، باستثناء تواجد عدد جد محدود من الذي بقوا على قارعة الطريق، وكانت امرأة تفترش وسط الطريق وهي في حالة من الهيستيريا، تصرخ بأعلى صوتها بعد أن تم إجبارها على إخلاء مسكنها “كيف لي أن أخرج من بيتي وأنا لا أملك مأوى آخر”، كانت تمسك بيدها شظية زجاجية وقامت بتمزيق جلدها وتوقفت عن ذلك بعد أن قام أحد المواطنين بتهدئتها، لتقرر بعد ذلك الدخول في إضراب عن الطعام احتجاجا على وضعها المتردي التي تتخبط فيه وأطفالها رفقة ثلاث عائلات أخرى، علما أن المرأة ذاتها أم لأربعة أطفال وهي مطلقة وتعاني ظروفا جد مزرية حسب شهادة البعض. وحسب بعض القاطنات على مستوى الشاليهات، والتي كانت بعين المكان، فقد “تم إخلاء الشاليهات من قبل أعوان الدرك الوطني لأنهم رفضوا مغادرة المكان”، وحسب ما جاء على لسان بعضهن “استفاق السكان على اقتحام أعوان الدرك للشاليهات لإخراج السكان الذين رفضوا مغادرتها على الساعة السادسة صباحا”، وبنبرة حزينة تساءلوا عن المصير المجهول الذي تواجهه العائلات الأربع، خاصة وأن إحدى السيدات مريضة، كما أكدته لنا إحدى نزيلات الشاليهات، كما أكدت بعض النسوة في حديثهن إلينا أن “بعض الشاحنات قامت بنقل الأثاث الخاص بالعائلات إلى وجهة يجهلونها بعد أن كان من المفترض أن تأخذ إلى حظيرة البلدية”. من جهتنا اتصلنا برئيس بلدية سيدي امحمد بالعاصمة للاستفسار عن وضعية العائلات الأربع التي تم إقصاؤها من عملية الترحيل كونها تقطن في حي بوبيو، ولكن دون جدوى. وتجدر الإشارة إلى أن العائلات سابقة الذكر تلقت إشعارا بإخلاء المكان وكان من المقرر أن يتم ذلك أول أمس الأحد ووعدهم مسؤولو بلدية سيدي امحمد، حسب ما أوضحته لنا ممثلة عن العائلات، في زيارة قادتها إلى يومية “الفجر”، بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، والتي بقيت حسبهم مجرد وعود واهية، على الرغم أن عدة عائلات كانت تتقاسم معهم الموقع رحلت مؤخرا في إطار عملية الترحيل التي باشرتها مصالح ولاية الجزائر.