كثيرا ما تكون وجهة العائلات ”الميلافية” شواطئ جيجل الساحرة في الصيف، خصوصا شواطئ ”الصخرة السوداء” و”العوانة” و”سيدي بن عزيز” و”الزيامة منصورية” وغيرها من الشواطئ للتمتع برقة تستقطب جيجل، التي لا تبعد سوى ب80 كيلومترا شرقي ميلة وتمتد على مسافة 120 كيلومترا من الشريط الساحلي، الملايين من الزوار يوميا في الصيف ومن مختلف الولايات وحتى من المغتربين، وتبقى الوجهة والمتنفس لمختلف العائلات ”الميلافية” التي تفضل قضاء عطلتها على الشاطئ بعيدا عن ضغوطات العمل، لذا تجد العائلات تفضل الذهاب إلى أقرب تلك الشواطئ لتقضي عطلتها هناك، وأحيانا وبالنظر إلى قرب المسافة بين الولايتين هناك من يفضل قضاء النهار فقط في البحر ليرجع في المساء أو الليل إلى بيته بميلة. كما تقبل بعض العائلات الميلافية على كراء شقق خلال أسبوع أو عشر أيام أو أسبوعين والتي تكلف الكثير، ولكن هناك من يقتسم الكراء بين عائلتين أو ثلاثة ليكون السعر في المتناول، وهو ما أكده أحد المصطافين الذي أقام في شقة من ثلاث غرف لعائلتين دفع سعر 5 مليون سنتيم لكرائها مدة أسبوعين وهو السعر الذي تقاسمه مع أسرة أخرى من نفس الولاية أي من ولاية ميلة. كما أن الشواطئ الجيجيلية تشهد إقبالا منقطع النظير لشباب ميلة، الذين يجدون فيها متنفسهم الوحيد، خصوصا وأنهم يرتادونها في الصباح ليرجعوا إلى منازلهم في الليل، لأن المهم بالنسبة لهم هو قضاء، يوم في البحر والاستمتاع بهوائه النقي وزرقته الخلابة. وفي هذا السياق، يقول هشام، وهو شاب لم يتجاوز 23 سنة ل ”الفجر” إنه بطال وليس له دخل قار، مما دفعه إلى أن يقوم بجمع المال عن طريق البزنسة ليقيم في جيجيل خلال الصيف قبل حلول شهر رمضان، إلى جانب أصدقائه الخمسة، حيث سيتقاسمون المصروف ودفع إيجار خيمة على شط ”الزيامة منصورية”. حال هذا الشاب هو حال الكثيرين من شباب مدينة ميلة وخصوصا أولئك البطالين والمتخرجين من الجامعات ممن لم يجدوا وظيفة بعد، لذا تجدهم يسجلون أنفسهم في إطار الرحلات التي تنظمها دار الشباب لميلة أو المركز الثقافي في رحلات منظمة إلى أحد الشواطئ بجيجل، وهي حلهم الوحيد لقضاء عطلة الصيف في قلب زرقة البحر. والملفت للانتباه أن أغلبية العائلات في ميلة تفضل جيجل، بالنظر إلى روعة شواطئها من جهة، ومن جهة أخرى وجهة أولى للعائلات التي لا تعوزها الإمكانيات للذهاب بعيدا إلى وشاطئ أخرى مثل شواطئ عنابة والقالة وحتى إلى تونس، لأن الكثير من سكان ميلة يفضلون وجهة ”جيجل” بالنظر إلى قرب المسافة واستتباب الأمن في سواحلها أيضا بعد سنوات الإرهاب.