بالرغم من أن عمرها تجاوز ال63 سنة في ممارسة صناعة الزربية التقليدية التي كان لها باع كبير خلال الحقبة الماضية من الزمن وإصابتها بأمراض على مستوى أطرافها السفلى، إلا أن إصرارها كبير وعزيمتها قوية للوصول بنشاطها إلى درجات الاحترافية. ابتليت الحاجة ”بدرة” مؤخرا بالعديد من الأزمات النفسية جراء المصائب التي انهالت عليها دون موعد وفقدان زوجة ابنها في حادث، إلا أن جميع هذه المصائب لم تحد من عزيمتها ووقفت من جديد لتناضل في مجال إعادة إحياء فن الزربية الذي عرف تدهورا واندثارا لهذا النشاط في ولاية وهران، بعد غلق جميع محلات الحرفيين وكذا توقف نشاطهم في صناعة الزربية التي كانت سابقا تسوق إلى مختلف دول العالم وكانت لها شهرة واسعة. وبالرغم من الحزن الكبير، الذي يغمر قلب الحاجة بدرة، إلا أنها تصارع من جديد الزمن لا لشيء إلا لأن لها قوة كبيرة استمدتها من نضالها في صفوف جبهة التحرير كفدائية بالمنطقة العسكرية الثانية للولاية الخامسة، حيث تنحدر المجاهدة الحاجة بدرة من ولاية تلمسان، ولها إصرار كبير في إعادة إحياء فن الزربية بوهران التي قضت فيها مشوارا كبيرا من حياتها. وبالرغم من نقص المادة الأولية لصناعة الزربية، تقول ”إننا سنعيد إحياءها من جديد بعدما كان إنتاجها يسوق إلى أمريكا”.. وخلال العشرية السوداء عرفت تراجعا في إنتاجها ومؤخرا زار وفد من ألمانيا ولاية تلمسان من أجل شراء أكثر من 1000 زربية، وقد تم الاتفاق على صناعتها بشروط معينة، كما أفادنا بذلك مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف بوهران. ومن أجل ذلك، تستعد هاته الأيام الحاجة بدرة رفقة قافلة من الفتيات اللاتي تعلمهن فن صناعة الزربية لرفع التحدي ودخول السوق من جديد بإنتاج تقليدي محض بإمكانه منافسة كل أنواع الزرابي الوطنية والأجنبية ومنها الزربية الإيرانية وزربية غرداية.