أجاز رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ للمرضى المصابين بداء السكري والذين يتعرضون للإغماء نتيجة الصيام، أن يفطروا في رمضان أكد أن فقه المريض يجب أن يعلم به المسلم، وأن الله جل وعلا حكيم عليم فيما يقضي ويقدم. وقال آل الشيخ ”من لم يستطع من مرضى السكري صيام رمضان كاملا بسبب ما يسببه الصيام لهم من ظمأ شديد وتعب وانخفاض أو ارتفاع للسكر بالدم، فيجوز لهم فطر رمضان، على أن يقضوه إن استطاعوا بعد ذلك، وإن تعذّر القضاء فعليهم إطعام مسكين عن كل يوم كيلو ونصف أرز”. كما أشار إلى أن المريض بداء الكبد الوبائي يجوز له الفطر إذا شعر بالتعب الشديد. وقال إن المرض ابتلاء وامتحان من الله، وابتلاء لإيمان العبد أيصبر أم لا، وإن من أنواع الصبر على أقدار الله المؤلمة الرضا والتسليم بها. وأضاف أن على المسلم أن يدرك أن المرض ابتلاء ليظهر صدق الإيمان من ضعفه، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم ”أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شدّد أو خفّف عنه، وإن المصائب تكفّر الذنوب، ولا يزال البلاء بالمسلم حتى يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه”. وأشار المفتي العام للسعودية إلى أن من حق المرضى علينا أن ندعو لهم ونرشدهم ونفقههم في عباداتهم حتى يؤدوها على الوجه المطلوب، ويقوموا بها خير قيام، فأولا نحثّهم على الصبر ونرغبهم فيه، ونبيّن لهم أن الصبر على البلاء درجات عظيمة، فقد ابتلى الله بعض أنبيائه فصبروا، ومنهم أيوب ”إذ نادى ربه إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر”. وأكد أهمية أن يصبر المريض ويلجأ إلى الله ويتذكّر قول الله تعالى ”وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو”. وأفاد بأننا إذا أردنا أن نتعامل مع المريض فيجب أن يكون تعاملنا معه على وفق ما دلت عليه الشريعة، ويجب أن نعلم أن العلاج مطلوب ومرغوب فيه، فرغب الله بالتداوي والعلاج ورغّب بالصبر والاحتساب، ونحاول من خلال ذلك أن نفقّه المرضى في أحكام عباداتهم لأن بعضهم يجهل، وقد يجهل كثير طهارتهم أو أحكام صلاتهم وصيامهم أو وصيتهم، فيجب علينا تفقيههم في دين الله.