فرنسا تستحق رئيسا أفضل من ساركوزي! ليس هذا إحساس الفرنسيين وحدهم بل إحساس كل الذين لهم علاقة ممتازة أو مميزة مع فرنسا! ومن بين هؤلاء الجزائر والجزائريين! فرنسا كدولة محورية في السياسة العالمية كانت تتألق دائما عندما يرأسها رئيس من وزن الفيل كديغول الذي قال: لا للحلف الأطلسي وعدوانيته.. أو ميتران مهندس الاتحاد الأوروبي الذي قال: "إن الوطنية تعني الحرب"! لكن وجود رئيس لفرنسا من وزن الريشة مثل ساركوزي أثار متاعب هذا البلد مع نفسه أولا.. ومع جيرانه في الاتحاد الأوروبي ثانيا.. ومع المواطنين الفرنسيين من أصول أجنبية ثالثا! ساركوزي كان السبب في التهاب الضواحي بثورة الشباب عندما كان وزيرا للداخلية.. وساركوزي اليوم يريد إشعال فرنسا قبل رحيله من الإليزي باقتراح سحب الجنسية من أي مواطن فرنسي اكتسب الجنسية عندما يعتدي على شرطي! ترى لماذا يفضل ساركوزي استخدام ورقة الجنسية في قمع الفرنسيين غير الأحرار؟! والجواب واضح: لأن ساركوزي يعاني من عقدة أنه فرنسي غير حر! ولو كان من الفرنسيين الأحرار ما كان يلوّح بموضوع الجنسية في وجه الشباب المهاجر الذي يكره ساركوزي لسياسته ولا يكرهه لأصوله غير الفرنسية! معنى ما يقترحه ساركوزي على الفرنسيين بخصوص معالجة مشاكل أمنية واجتماعية واقتصادية للمهاجرين بموضوع الجنسية وسحبها.. معنى هذا الاقتراح الساركوزي أن الفرنسي زين الدين زيدان الذي نطح اللاعب الإيطالي ستسحب منه الجنسية رغم أنه أسعد ملايين الفرنسيين وصفقت له فرنسا أكثر من ديغول ونابليون! وقانون ساركوزي الفرنسي بالانتساب سيحرم مثل زيدان في المستقبل من أن يكون فرنسيا! أليس الذين يقولون بأن فرنسا تستحق رئيسا أفضل من ساركوزي على حق؟! نعم اختيار رئيس فرنسا من الفرنسيين شأن فرنسي.. ولكن في بعض الأحيان يصاب الفرنسيون "بالجائحة" السياسية عندما يختارون رئيسا مثل ساركوزي ليرأس فرنسا!