فلسطينيو رام الله ذاهبون للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل ودون شروط! ويتفاوضون على كل شيء من نقطة البداية.. فلا قدس ولا لاجئون ولا أرض..! الكل محل تفاوض! دولة فلسطين التي تحكمها حكومتان في غزة والقطاع تتفاوض مع إسرائيل على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967! دولة غير موجودة تتفاوض على قيام دولة مع دولة أذلت 22 دولة..! ويطمع العرب أن يكون لهذه المفاوضات معنى!؟ دولة إسرائيل تضحك على هؤلاء العرب الذين لا يصلحون حتى لأن يكونوا موضوع احتلال من إسرائيل! هؤلاء الذين تفاوضوا مع غزة.. أي تفاوضوا مع أنفسهم.. ويريدون المفاوضات مع إسرائيل ويأملون في النجاح! الحق يقال إن إسرائيل من حقها أن تطمع في ضم ما احتلته من العرب سنة 1967 إلى ما احتلته سنة 1948.. فطوال 40 سنة من المعارك الدونكيشوتية العربية لتحرير ما احتلته إسرائيل منذ 1967 لم تأت بنتيجة، فوضع سيناء لا يختلف عن وضع الجولان في شيء.. فثروة الغاز والبترول المستخرجة من سيناء لإسرائيل الحق فيها أكثر من حقوق مصر، تماما مثلما تستغل إسرائيل الجولان! والسيادة الإسرائيلية الأمنية على سيناء لا تختلف عن سيادتها على الجولان! ووضع السكان الفلسطينيين في الضفة والقطاع أسوأ من حال السكان الفلسطينيين في الأرض المحتلة عام 1948! وسكان سيناء غير مرتاحين ومشاكلهم مع مصر أكثر من مشاكلهم مع إسرائيل عندما كانت تمارس الاحتلال المباشر لسيناء! والوضع بالنسبة لسكان الجولان لا يختلف هو الآخر.. ولم نسمع أبدا أن سكان الجولان لهم مشاكل مع الاحتلال. هذه الوضعية بالطبع تفتح شهية إسرائيل لأن تكون حدودها هي حدود وقف إطلاق النار عام 1967.. وليس حدود بداية إطلاق النار عام 1967! العرب بزعامة مصر والسعودية والبعث ضيّعوا فلسطين لأنهم حوّلوا كل العواصم العربية من القاهرة إلى دمشق إلى سايغون! وكان المفروض أن تحول هذه العواصم إلى هانوي! والعرب أضاعوا أيضا الوحدة العربية لأنهم قلّدوا الشوفينية المصرية في الوطنية المزيفة القائمة على مبدإ "أنا الكل في الكل"! لهذا فإن إسرائيل ندمت على اتفاقيات أوسلو وتريد التراجع عنها.. وبالفعل بدأ هذا التراجع.. وقد يأتي اليوم الذي تتراجع حتى عن اتفاقية كامب دافيد وتقول إن سيناء أرض إسرائيلية لأن النبي موسى مشى في مناكبها ونزل عليه الوحي في طورها! إسرائيل تتفاوض على استعادة ما أخذ منها في أوسلو وكامب دافيد!