تعرف بلديات الشريط الساحلي الستة بالولاية غياب نشاطات تجارية واقتصادية، باستثناء العدد القليل منها، والتي هي في معظمها موسمية مرتبطة بموسم الإصطياف، سرعان ما تدفع بالسكان الذين يمارسونها إلى البحث عن نشاطات تجارية أخرى في باقي فصول السنة، وهو ما يدفع الكثير من العائلات المقيمة على طول الشريط الساحلي إلى استغلال فترة موسم الإصطياف لتحصيل مداخيل لتغطية تكاليف باقي شهور السنة تضطر الكثير من العائلات ببلديات بني حواء، تنس، المرسى، سيدي عبد الرحمن، الڤلتة، والدشرية ببلدية الظهرة في أقصى الشمال الغربي، إلى كراء مساكنها للمصطافين لضمان لقمة عيشها وتحصيل مداخيل إضافية في موسم الصيف، الذي يمثل بالنسبة لهذه العائلات فرصة لتحقيق ما يسمح لها بتأمين مصاريف إضافية لبقية السنة، وكذا مجابهة الحياة اليومية وما تتطلبه من تكاليف كبيرة. وفي هذا الإطار يقدر سعر كراء المساكن بين 60 إلى 100 ألف دج للمسكن الواحد، حسب عدد الغرف ونوعية المسكن في حد ذاته، فضلا عن قربه من الشاطئ والمرافق الضرورية. وتفضل الكثير من العائلات، خاصة تلك التي تتوفر على مساكن واسعة ومتعددة الغرف، كراء مساكنها إلى المغتربين بأثمان مرتفعة لا تقل عن 100 ألف دج في الشهر الواحد، لعدم تردد هؤلاء المغتربين في تقديم أي ثمن يشترطونه، فضلا عن ظرفية إقامتهم التي هي محددة بعطلتهم السنوية. وغالبا ما تتم هذه العملية عن طريق الصيغة التقليدية بدون وثائق إدارية، حيث تتم العملية بناء على التفاهم وعن طريق المعارف والأصحاب والذين يدلونهم على المساكن المعروضة للكراء مقابل الحصول على أتعابهم. وتشكو الكثير من العائلات المقيمة على طول الشريط الساحلي بالولاية من البطالة المتفشية بالمنطقة، حيث تغيب النشاطات الإقتصادية والتجارية، باستثناء مدينة تنس، حيث تنشط المنطقة في موسم الصيف استثناء نتيجة لغياب نشاطات اقتصادية بديلة عن النشاط السياحي الذي يزدهر بهذا الموسم فقط، ليعود الناس إلى نشاطاتهم البسيطة والمعتمدة بالأساس على الفلاحة الجبلية، وكذا الرعي والإحتطاب. كما تعرف ولاية الشلف نقصا كبيرا في هياكل الإستقبال، والتي لا تتعدى طاقة استيعابها 148 سرير فقط، وهو عدد ضعيف لا يلبي جموع المصطافين المترددين على سواحل الولاية، والتي لا تتوفر إلا على 24 مخيما عائليا بمواصفات عالية الجودة والخدمات بطاقة استيعاب إجمالية تقدر ب501 سرير، وهو رقم لا يلبي الإحتياجات الكبيرة للمصطافين المتدفقين على سواحل الولاية، وخاصة من كبرى الشركات الوطنية التي تتخذ من مخيمات بني حواء، تنس والمرسى، فضاءات لقضاء عطلة صيفية مريحة بالنسبة لمستخدميها.