نشرت، أمس، صحيفة “لاراثون” الإسبانية تقريرا أشارت فيه إلى أن الرباط صارت مرعوبة من التقارب الجزائري - الإسباني، وقالت إن هذا الرعب المخزني سببه التخوف الشديد من تراجع العلاقة التي تميز الرباط مع إسبانيا لصالح الجزائر وأكدت الصحيفة أن الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى مدريد ولقائه مع رئيس الوزراء الإسباني، خوسي لويس ثاباثيرو، التي توجت باجتماع عالي المستوى بين مسؤولي البلدين، وتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات ثنائية، ألقت بظلالها على صقور المخزن في الرباط، وأحدثت زلزالا لدى النظام المغربي، الذي أبدى صراحة تخوفه من التقارب الجزائري - الإسباني على أكثر من صعيد، السياسي منه والاقتصادي والأمني، كما أنها لم تلق الترحيب من طرف الجار المغربي، بحسب التقرير نفسه. وأضاف التقرير أن الرباط وكرد فعل لتخوفها من فقدان مكانتها المميزة، واعتبارها شريكا تفضيليا من طرف مدريد، حولت مطالبها الموجهة لمدريد من قضايا جوهرية إلى قضايا أخرى ثانوية وهامشية، وهو ما تجلى في الاتهامات المغربية الأخيرة لإسبانيا، بسوء معاملتها للمهاجرين السريين على الحدود بين البلدين والعنصرية، بالرغم من أن الرباط ليست بالدولة التي لها سمعة طيبة فيما يخص التعامل مع المهاجرين السريين. وتابع التقرير قائلا إن الرباط وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة الحالي، خوسي لويس ثاباثيرو، لم يبق من عهدته الثانية سوى عامين ونصف، إلا أن الرباط تتحاشى في كل مرة الخوض في قضايا جوهرية وأساسية مع إسبانيا، منها وضع مدينتي سبتة ومليلية، اللتان يطالب بهما المغرب، وكذلك قضية الصحراء الغربية، وأرجع الأمر إلى التخوف من أن يفقد نظام المخزن مكانته لدى إسبانيا لصالح الجزائر، بالرغم من أن ثاباثيرو على وشك انتهاء عهدته الثانية.