بعض الجمعيات راسلت السفارات الأجنبية للحصول على أموال تحت غطاء مساعدة المعوزين أكد رئيس التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، خالد بونجمة، أن الحكومة وأحزاب التحالف الرئاسي استقالوا من مهمتهم الأساسية، المتمثلة في حماية كرامة المواطن وتمريغ أنفه في التراب، بعد التراجع الذي وصفه بالمفضوح، عن منح الصك الموجه لفئة المحتاجين خلال شهر رمضان، واستبداله بقفة هزيلة المضمون. واعتبر خالد بونجمة، أمس، خلال ندوة صحفية عقدها بدار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، أن هذا التراجع عن الالتزامات التي قدمها رئيس الجمهورية للمواطنين هو مؤشر خطير، خاصة وأنها تفتح الباب لحدوث عمليات نهب واختلاس وتغير وجهة المساعدات، زيادة على أنها ستساهم في رفع درجة الاحتقان لدى الشعب، الذي قال إنه يواجه مشاكل على أكثر من صعيد. كما حمل المتحدث الحكومة والأحزاب، أية انزلاقات مستقبلية، بعد إصرارهم على مواصلة سياسة تهميش المواطن وغرس كراهية الوطن في نفوس الشباب، بفعل اليأس المتولد عن انعدام أي أفق وارتفاع البطالة، مفضلا استعمال كلمة ”طمس الموطنة”، لدى حديثه عن الواضع. وقال بونجمة إن أغلبية الأحزاب وفي مقدمتها أحزاب التحالف الرئاسي، انكبت خلال جامعاتها الصيفية على الترتيب للاستحقاقات القادمة والتفكير في الإستراتيجية التي تخدم مصالحها ”دون أن تخصص ولو حيزا من وقتها للحديث عن يوميات المواطن وهمومه”، معتبرا أن جبهة القوى الاشتراكية والارسيدي ”الحزبان الوحيدان اللذان يراعيان نوعا ما مشاكل المواطن”. ودعا رئيس الجمهورية إلى وضع حد لمثل هذه الممارسات التي من شأنها القضاء على كرامة المواطن وتمحو الروح الوطنية فيه. وعبر المتحدث عن أسفه للغياب التام لأعوان مراقبة الأسعار بالأسواق عشية حلول الشهر الكريم، بعد المعاينة الميدانية التي قام بها لأسواق الجملة للخضر والفواكه، أين وقف على التباين الصارخ في الأسعار بين أسواق الجملة والتجزئة، حيث قال ”إن الفرق يصل إلى 80 و100 دينار”. كما ندد بالمساعدات المالية التي منحتها دولة الإمارات العربية المتحدة للمعوزين الجزائريين في صيغة قفة رمضان، عن طريق قنوات بعض الجمعيات التي راسلت السفارات الأجنبية بالجزائر، كنتيجة لرفض وزارة التضامن الوطني منحها المساعدات اللازمة لتأدية مهمتها، وتأسف لحدوث مثل هذه الأمور في وقت تتوفر فيه الجزائر على احتياطي مالي كبير. وفي رده على سؤال متعلق بالاختلاسات التي تحدث في بعض الجمعيات التي تنهب المساعدات والهبات وتحولها إلي حسابها الخاص، بما فيها قفة رمضان، أكد بونجمة أن السلطات مطلعة على ممارسات تلك الجمعيات، وفسر صمتها باقتسام الريع. واستدل المتحدث بسلبية الأحزاب، عندما قال إنه تقدم شخصيا إلى إحدى التشكيلات السياسية، ووعدها بتعزيز قواعدها بمنخرطين جدد، مقابل خدمة مصالح المواطن، لكنها رفضت، متحججة أن همها الوحيد هو المال وليس توسيع قواعدها، قال بونجمة، محذرا من إمكانية وقوع انفجار اجتماعي خلال شهر أكتوبر المقبل، بالنظر للمعطيات الموجودة وحالة الاحتقان التي تميز يوميات أغلبية الشرائح الاجتماعية.