تعرف ظاهرة التسول، أو الوظيفة غير المرسّمة كما يحلو للبعض تسميتها، انتشارا كبيرا وواسعا خلال هذه الأيام من شهر رمضان ببجاية، بدليل أنه لم يسلم أي شارع من شوارع المدينة من تواجد هذه الفئة التي فرضت نفسها على بوابات المساجد والتي أصبحت تعجّ بهم وتشكّل نقطة استياء وتذمر وتزيد من قلق ومعاناة المصلين. يغتنم هؤلاء المتسولون أوقات الصلاة في النهار أو في صلاة التراويح حيث وبمجرد خروج المصلين بعد أداء الصلاة تبدأ أصوات المتسولين في الارتفاع، ويقوم بعض الصبية بإدخال أيديهم في جيوب المصلين واستعطافهم بكلمة “عمو..عمو..”. كما أصبحت بعض الأسواق العمومية ملجأ ومقصد العديد من المتسولين، ويعود السبب في ذلك إلى الإقبال المتزايد للمواطنين على هذه الأماكن في هذا الشهر المعظم، حيث يضطر العديد ممن جعلوا من التسول مهنة أو حرفة تدر عليهم أموالا كثيرة إلى استعمال أساليب استعطاف ماكرة لجلب عدد أكبر من الزبائن وتحريك مشاعرهم بكلمات كالتي سمعناها في محطة المسافرين بحي الخميس لسيدة تنادي على المارة “ارحموني في شهر الرحمة نريد خبزة نفطر بها”. وفي ذات السياق، تقوم بعض النسوة بوضع الصبية على حافة الرصيف ويضعن أمامهم أيضا بعض الدينارات وغيرها من التصرفات التي تصب كلها في محاولة استعطاف المواطن لاستنزاف جيبه في هذا الشهر الكريم. ورغم النشاطات المعتبرة التي تقوم بها الجمعيات الخيرية المختصة في هذا المجال والهلال الحمر الجزائري، إلا أن هذه الظاهرة في ارتفاع مستمر ومقلق لأن الكثير من المتسولين يجعلون من التسول مهنة وليست حالة عابرة تزول مع القليل من الكسب.