افتتحت سهرة أمس بالمركز الثقافي ببلدية جامعة بمنطقة وادي ريغ بولاية الوادي فعاليات المهرجان الوطني الثاني عشر للقصيد والمديح الديني الذي تنظمه في النصف الثاني لشهر رمضان من كل سنة جمعية الجوهر الثقافية لمدة ثلاثة أيام كاملة والذي اختير له هذه السنة شعار "القصيد.. تراث الأجداد وفن الأحفاد"، مبرزا جدلية تربط بين تواصل الأجيال واستمرار فن المديح الديني ويشارك في إحياء ليالي هذه الفعاليات الثقافية الدينية في طبعتها الثانية عشرة، عدد من الفرق الإنشادية المحترفة تمثل مختلف الطبوع المحلية لفن القصيد والمديح الديني لمناطق الوطن، وهو التنوع والتعدد المميز الذي تمثله رباعية الكلمة، اللحن، الأداء والموسيقى وهي ثقافة تراثية متأصلة في عمق المجتمع يزخر به فن القصيد والمديح الديني في الجزائر، لهذا أبت اللجنة التحضيرية للمهرجان إلا أن يكون من جوهر أهدافها، التعريف بهذا الزخم من خلال إعادة بعثه من جديد لترقيته والمحافظة عليه من خطر الضياع والاندثار. ويؤكد المؤطرون لهذه الفعاليات الثقافية، أن الإصرار على الطابع الوطني للمهرجان والتفكير الجدي في الطابع الدولي مستقبلا، ليس من قبيل الصدفة فهو نابع أساسا من الذيوع المحدود للقصيد والمديح الديني في الجزائر فصيته في بعض المناطق لايتجاوز حدود العشيرة أو والقرية، لذا أصبح إحياء هذا النوع من التظاهرات بطابعه الوطني تفرضه وبحدة أهمية هذا الفن في بناء المجتمع باعتباره – حسب دراسات علمية - يترجم ذاكرة الأمة وموروثها الثقافي الحضاري وهي المعطيات التي حتمت – حسبهم - ضرورة إعادة الاعتبار لهذا الفن وإنقاذه من الطابع القروي الضيق بتوسيع المجال الجغرافي لانتشاره، وهو ما لا يتأتى إلا من خلال تشجيع المواهب والطاقات الشابة من الجيل الصاعد على الأداء بروح الابداع الدائم والعطاء اللامنقطع لضمان استمراريته وهو يدخل في صميم الأهداف المرجوة من تنظيم هذا المهرجان. وتسعى اللجنة التحضيرية لهذا المهرجان الوطني الذي ينظم هذه السنة تحت رعاية وزيرة الثقافة ووالي ولاية الوادي إلى إعطاء طابع مميز لهذه الفعاليات في طبعتها الثانية عشرة من خلال زيادة القيمة المادية والمالية للجوائز وهو ما من شأنه آليا زيادة الفرق المشاركة وتفجير جو التنافس بينها. وينتظر حسب المتتبعين أن تشهد المنافسات طابعا حيويا على غرار الطبعات السابقة وهو ما يفرز جو إبداعي بين المتنافسين من الفرق للفوز بالمراتب الريادية الأولى كما ستعرف مختلف أحياء منطقة جامعة على هامش التظاهرة إحياء ليالي لفائدة السكان. للإشارة، تتخلل فقرات المهرجان المقسمة على مدار ثلاثة أيام كاملة رحلات سياحية للمناطق الأثرية التي تزخر بها منطقة وادي ريغ كما تم اختيار الأستاذ محمد فوزي بوليفة، مفتش التربية الموسيقية، رئيس لجنة التحكيم.