لا تحزن.. إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَيْن، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل فغيرك مبتور القدمين، وإن كنت تشكو من آلام فسواك على الأسرَّة البيضاء منذ سنوات، وإن فقدت ولداً فسواك فقد عدداً من الأولاد. لا تحزن.. لأنك مسلم آمنت بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقضاء خيره وشره. لا تحزن.. إن أذنبت فتب، وإن أسأت فاستغفر.. وإن أخطأت فأصلح، فالرحمة واسعة، والباب مفتوح، والغفران جمّ، والتوبة مقبولة. لا تحزن.. لأنك تقلق أعصابك، وتهز كيانك، وتتعب قلبك، وتقض مضجعك، وتسهر ليلك. لا تحزن.. فإن ربك يقول: “أفمن شرح اللَّه صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر اللَّه” (الزمر: 22). لا تحزن وقدِّر أنك لا تعيش إلا يوماً واحداً فحسب، فلماذا تحزن في هذا اليوم، وتغضب وتثور؟! عش حدود يومك فحسب، فلا تذكر الماضي، ولا تقلق من المستقبل. لا تحزن.. لأنك بحزنك تريد إيقاف الزمن، وحبس الشمس، وإعادة عقارب الساعة، والمشي إلى الخلف، ورد النهر إلى مصبه!.