تزامن الدخول المدرسي هذه السنة مع عدة مناسبات دينية واجتماعية أثقلت كاهل المواطن، فبعد أن تكبّدت العائلات مصاريف شهر رمضان وتحمّلت عبء عيد الفطر، من شراء للألبسة وإعداد للحلوى، اصطدمت بالتزامات أكبر تتعلّق بتوفير الأدوات المدرسية لأبنائها، وزاد في قلقها الغلاء الفاحش التي تعرفه الأدوات المدرسية فغلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية لدى العائلات جعلتها تتخبط أمام ثقل كلفة المصاريف، خاصة وأن المناسبات الدينية جاءت واحدة تلو الأخرى، فهناك من العائلات الفقيرة أو المعوزة من هي عاجزة عن تغطية تكاليف مصاريفها اليومية، وكذا عن شراء الأدوات المدرسية والكتب لأبنائها. ولهذا السبب ارتأينا تحسس ما مدى شقاء العائلات الفقيرة التي لا تستطيع أن تشتري الأدوات المدرسية لأبنائها واقتربنا من بعضها، حيث أجمعت أغلبها على أن ارتفاع أسعار هذه الأدوات جعلها عاجزة عن شرائها، خاصة وأن الأساتذة طلبوا من تلامذتهم إحضار قائمة طويلة وعريضة من الأدوات وعلى الفور، أي لم يعطوا للتلاميذ الوقت الكافي لشرائها. وتقول سيدة، أم لخمسة أبناء، وزوجها معاق نتيجة حادث سير أفقده رجله اليمنى، بأنها عاجزة عن شراء الأدوات المدرسية لأولادها، خاصة وأنهم يدرسون جميعا وفي مختلف الأطوار. من جهة أخرى، تقول سيدة أرملة بأن زوجها توفي وترك لها أربعة أطفال على عاتقها، وهي تعمل خياطة لتعيل عائلتها، فبالكاد تجني قوت يومها فما بلك بشراء الأدوات المدرسية التي عرفت أسعارا جنونية، وأضافت قائلة بأنها تعمل ليل نهار من أجل أن تضمن مستقبل أطفالها. وفي هذا الشأن، قمنا بالاتصال برئيس الفيدرالية الوطنية لجمعية أولياء التلاميذ، الحاج دلالو، للاستفسار عن الأمر ومعرفة دور جمعيتهم في مساعدة هذه الشريحة من المجتمع، حيث أكد لنا بأن الدولة أخذت على عاتقها مساعدة الأطفال الفقراء والمعوزين وكذا ضحايا الإرهاب بتوزيع الكتب المدرسية مجانا للتلاميذ الذين لا يستطيعون شرائها، بالإضافة إلى أنه سيوزع الكتاب المدرسي لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي مجانا للتلاميذ الفقراء أو الأغنياء. وأضاف ذات المتحدث بأن المدارس ستستقبل قرابة أربع ملايين تلميذ يتم دراسة ملفاتهم الإدارية ومعرفة مستواهم الاجتماعي وبعدها يقوم المدير والأساتذة بإعداد قائمة المحتاجين وعلى أساسه يتم تقديم المساعدات. أما بالنسبة للأدوات المدرسية، فقدمت الحكومة مساعدات تابعة للتضامن المدرسي والوطني وتوزع مجانا، بالإضافة إلى منحة 3000 دينار جزائري، التي سيتم توزيعها وتدخل حيز التنفيذ بعد الدخول المدرسي. من جهته، أكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعية أولياء التلاميذ، خالد أحمد، بأن مساعدة التلاميذ الفقراء لا تقتصر على الحكومة فقط، وإنما 90 بالمئة من المساعدات تأتي من جمعيات أولياء التلاميذ وبعض الجمعيات الخيرية التي تساهم بدورها أيضا في جمع اشتراكات تتم عن طريق اجتهادات فردية وعلاقات شخصية. وفي ذات السياق، قال خالد أحمد بأن المنحة التي تقدمها الدولة لمساعدة التلاميذ الفقراء والمقدرة ب3000 دينار جزائري غير كافية بعدما ارتفعت أسعار الأدوات المدرسية هذه السنة مئة بالمئة مقارنة بالسنة الماضية، وعلى الجهات الرسمية والمعنية الاعتناء بالأطفال المعوزين أكثر من أي وقت مضى لأنهم رجال المستقبل.