حذرت مصالح ولاية تيزي وزو القائمين على تسير الكنيسة البروتستانتية بالجزائر, من التطاول من أو إقحام نفسها في متاهات لا تخدم مصالح هذه الطائفة بعاصمة جرجرة, إلى جانب إشعارها بخطر تماديها في بعض السلوكات والتصرفات التي تعتبر خرقا للقانون الجزائري وكان والي تيزي وزو قد أمر ذات الكنيسة بإشعار مسبق بضرورة التوقف العاجل عن الأشغال التي تم الشروع فيها من حيث إعادة التهيئة وتوسيعها, إلى جانب إضافة بعض اللمسات الطفيفة عليها, خاصة وأن السلطات الولائية أمهلتها 10 ايام للتوقف عن هذه الأشغال وهدم ما تم إنجازه وإلا سيتم اتخاذ إجراءات ردعية في حق الكنيسة البروتستانتية بالجزائر من خلال إقحام مصالح الأمن في العملية وإعطائها الضوء الخضر للتدخل. وكان الكنيسة البروتستانتية بالجزائر, في بيان تحصلت “الفجر” على نسخة منه, استنكرت بشدة مثل هذه التصرفات التي اعتبرتها تضييقا على حرية ممارسات الشعائر الدينية لغير المسلمين, داعية إلى ضرورة احترام ما تم الاتفاق عليه خلال قانون2006 الذي حدد سبل ممارسة الشعائر الدينية بمختلف أطيافها, كما طالب محررو البيان رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل لوقف نزيف هذه الأزمة التي قد تعصف بالمنطقة من جديد في ظل تعنت المصالح المعنية وإصرارها على ملاحقة غير المسلمين في ظل عدم تمكن غالبية الكنائس من الحصول على ترخيص من طرف السلطات العليا, مع ضرورة احترام مبدإ مساواة المواطنين أمام القانون الجزائري, والعمل وفق ما أقره الدستور الجزائري من خلال التركيز على حرية التدين. وحمل بيان الكنيسة البروتستانتية العديد والكثير من الانتقادات, وحذر السلطات الولائية من أي استفزاز قد يطال أفرادها أو المقيمين عليها بولاية تيزي وزو, خاصة وأنه, حسب ذات البيان, فإن انطلاق اشغال التهيئة والتوسيع جاء لحماية الكنيسة من أعمال الشغب الخارجية أو أي هجمات أو اعتداءات متكررة قد تطال معابدهم وكذا تفاديا لما حدث بداية العام الجاري عندما تم حرق مقر كنيسة ثافاث الجديد بحي بكار من طرف مواطنين والقيام بأعمال شغب, ما استدعى التدخل العاجل لقوات مكافحة الشعب ومصالح الأمن التي حققت في القضية. كما نددت الكنيسة في ذات البيان بالطريقة التي يتم اعتمادها في مواجهة القاصدين الكنيسة لأداء طقوسهم من خلال ملاحقتهم بالقضبان والوسائل الأخرى الخشنة, واختتم بيان الكنيسة البروتستانتية بالجزائر بتوجيه دعوة ونداء عاجل إلى السلطات العليا للتدخل العاجل لفك هذا الحصار وكذا للمسلمين لالتزام التعقل والتريث من خلال وجوب اعتماد طرق سلمية في حل المشاكل, مع وجوب احترام ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين دون اللجوء إلى العنف أو شيء من هذا القبيل. هذا, وتعيش الكنيسة البروتستانتية بالجزائر على مستوى ولاية تيزي وزو حالة حذر وترقب خوفا من اندلاع مناوشات بين القائمين عليها والسلطات الولائية بتيزي وزو, وكذا مع المواطنين الذين أعلنوا رفضهم لتشييد معابد تتوسط التجمعات السكانية, إلى جانب قرب العديد منها من سكنات المواطنين والمؤسسات التعليمية وهو ما تخوف منه المواطنون من خلال إقحام أبنائهم في طقوس هذه الديانة دون علمهم وفي غفلة منهم.