أضحى المرور من شارع الشيخ بن الدين، وسط مدينة مستغانم، مغامرة حقيقية لأصحاب السيارات، تنتهي غالبا بسرقة هاتف نقال أواقتلاع قلادة ذهبية أمام أعين المارة، حيث يتفنن محترفو السرقة في الإيقاع بضحاياهم مستغلين أوقات الذروة حين تكثر حركة السيارات، وهذا بتطوير العديد من الطرق الجماعية للسرقة، جعلت من شارع الشيخ بن الدين مصيدة حقيقية لا يمكن النجاة منها، بينما يلوذ اللصوص بالفرار أمام أعين الشرطة التي يصعب على أفرادها مجاراة مراهقين و شبان أكثر استعدادا من الناحية البدنية. تعمد مجموعات من اللصوص، تتكون غالبا من 3 أفراد، للإيقاع بضحاياها من أصحاب السيارات، ففيما يقوم أحدهم بضرب السيارة المستهدفة متظاهرا بأنه حادث، وهذا للفت انتباه السائق، يقوم الثاني بسرقة هاتف نقال ظاهر في السيارة أو اقتلاع قلادة ذهبية تتزين بها إحدى الراكبات، ثم يلوذ بالفرار متوجها إلى اللص الثالث الذي ينتظر على بعد عشرات الأمتار بدراجة نارية حتى يتسنى لهما الفرار، بينما يختفي اللص الأول وسط الزحام، فيما لا يقدر السائق على ترك سيارته واللحاق بالسارق، وينتهي الأمر غالبا بضياع مصوغات وهواتف نقالة وسط عويل النساء في مشاهد تراجيدية أصبحت روتينا شبه يومي في وسط مدينة مستغانم. ويستفيد اللصوص من كثرة حركة السيارات في الطريق الذي يمتد على مسافة 500 متر، والذي يربط وسط المدينة بمدخل المكتبة الرئيسية لجامعة عبد الحميد بن باديس والوكالة التجارية للجزائرية للإتصالات. كما يحتوي شارع الشيخ بن الدين على البريد المركزي العديد من المحلات التجارية، واحتضن لسنوات مقر وكالة تجارية لإحدى شركات الهاتف النقال قبل نقلها إلى مكان آخر، وهو ما جعله وجهة مفضلة للصوص الهواتف النقالة. كما ساعدهم انخفاض سرعة السيارات وارتفاع عددها، حيث يضطر أغلبية السائقين للمرور عبر شارع الشيخ بن الدين للخروج من وسط المدينة، وبالتالي الوقوع في مصيدة محترفي السرقة.. إلى غاية إيجاد حل نهائي لهذا المشكل الخطير!