أقدم منكوبو فيضانات شهر سبتمبر من السنة الماضية القاطنين بحي عناق رابح بعين وسارة أمس، على الخروج إلى الشارع في ساعة متأخرة من الليل للاحتجاج على الوضعية المزرية التي أصبحوا يعيشونها، بعدما تسببت الأمطار الأخيرة التي تهاطلت أول أمس في تسرب كميات معتبرة من المياه إلى منازلهم، أجبرتهم على مغادرتها والدخول في حركة احتجاجية من أجل لفت انتباه السلطات المحلية، التي تدخلت ممثلة في رئيس البلدية رفقة المصالح الأمنية، وتمكنت من احتواء الوضع قبل امتداد موجة الغضب والاحتجاج إلى الأحياء المجاورة، خاصة التي تضررت من فيضانات السنة الماضية والتي خلفت قتيلين وأكثر من 270 عائلة في العراء، منها 35 عائلة تكفلت بها السلطات المحلية بإسكانها بدار الشباب، بعد تلقيهم وعودا من طرف الوالي السابق بإسكانهم فور الانتهاء من أشغال بناء 120 سكن اجتماعي مخصص لتعويض السكنات الهشة وتعويض المتضررين من الفيضانات والموزعين عبر أحياء القضية، المحطة، عبان رمضان وعناق رابح، لكنها بقيت مجرد وعود جوفاء واعتبرها البعض ذرا للرماد في العيون وامتصاص غضب المحتجين آنذاك، مما أجبر حوالي 40 عائلة على اقتحام السكنات الاجتماعية المتواجدة بحي 250 سكن قبل انتهاء الأشغال بها بعد استحالة عودتهم إلى منازلهم، التي صنفت في خانة الخطر، قبل طردهم بالقوة العمومية. وهو ما أجبرهم على العودة إليها ثانية بالرغم من المخاطر التي قد تنجر عن ذلك، حيث تحولت إلى برك مائية منذ تساقط قطرات المطر الأولى. من جهة أخرى علمت “الفجر” من مصادر موثوقة أن حوالي 100 سكن تم إنجازها مؤخرا لفائدة العائلات المتضررة من الفيضانات، إلا أنها لم توزع على أصحابها بعد. ومن جهته لم ينف رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عين وسارة، السيد خريف، أن هناك عددا من السكنات تضررت بشكل كبير إلى درجة استحالة العيش بداخلها، وإعادة إسكان أصحابها أصبح أكثر من ضرورة. وأضاف أن الحصة التي منحتها السلطات الولائية والمقدرة ب120 سكن فقط في إطار عملية القضاء على السكنات الهشة تعتبر قليلة جدا مقارنة بعدد السكنات الهشة الآيلة للسقوط التي أحصتها لجنة الدائرة، والتي فاق عددها ال1170 سكن هش، لذا لا زالت السلطات المحلية تطالب بحصص إضافية من أجل القضاء على السكنات الهشة.