حالة من الازدحام و الفوضى يعيشها المكتب الرئيسي للبريد، منذ عدة أسابيع، بباتنة بسبب الطوابير الطويلة للمواطنين التي تصطف أمام باب المكتب صباحا قبل ساعتين من بدء الدوام، بحيث يلجأ الكثير منهم إلى القباضة الرئيسة التي أصبحت تستقبل المئات من الزبائن، يوميا، في ظل انعدام السيولة التي تشهدها مختلف مكاتب البريد بباتنة و بلدياتها وقد حدد مبلغ 20 ألف دينار كسقف أعلى لسحب النقود، وهو الأمر الذي أدخل الكثير من المواطنين في مناوشات مع القابض والموظفين الذين صرح لنا بعضهم بأنهم غير مسؤولين عن غياب السيولة وأن المبلغ المحدد لا يكفي لتغطية الاحتياجات الكثيرة مع صعوبة القيام بعملية سحب أخرى، خصوصا وأن نظام التذاكر المرقمة لم يقض على ازدحام الطوابير وعشرات المواطنين إذ لا يحين دورهم إلا في اليوم الموالي لسحب التذكرة، وهو ما لا يحدث في أي مكتب آخر، ويرجعه المواطنون الغاضبون من هذا الوضع إلى تماطل الموظفين في تأدية واجبهم وغياب الرقابة من إدارة البريد بالولاية، إذ إن الكثير من حواسيب المكتب تبقى خارج إطار الخدمة رغم جاهزيتها وتواجد الموظفين منشغلين في غير خدمة المواطن الذي يجد نفسه مضطرا لخوض طابور آخر في اليوم الموالي. وقد خلفت هذه الوضعية غير المسبوقة ازدحاما كبيرا لدى سكان الولاية وكذا العشرات من سكان مختلف الدوائر والبلديات الذين يقطعون مسافات طويلة نحو الولاية بحثا عن السيولة المالية، وغالبا ما يعودون بأيد فارغة، وما يزيد في قلق المتعاملين أن أزمة السيولة ليست موسمية لتزامنها مع الدخول المدرسي وعيد الفطر الماضي بل يخشون أن تمتد إلى موعد عيد الأضحى وما تتطلبه المناسبة من شعائر دينية وتوسعة في الإنفاق. ويطالب المواطنون بباتنة من إدارة البريد والمواصلات بالتدخل العاجل لإنهاء معاناتهم اليومية، ويضاف إلى هذا أن أصحاب البطاقات المغناطيسية غالبا ما يجدون أجهزة السحب الآلي فارغة من النقود أو معطلة.