أبدت مصادر صهيونية مطلعة تخوفها الجاد من بدء العد التنازلي لإقدام تركيا على قطع العلاقات مع إسرائيل، وذلك بالتزامن مع اقتراب الانتخابات التي ستجرى في تركيا في شهر جوان من العام المقبل. وأوضح مركز دراسة وتحليل المعلومات الصحفية في ترجمته من العبرية أنه من المتوقع لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن يتصدر عملية ”تدهور ذات مغزى” في العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لدرجة القطع التام للعلاقات الثنائية، مستندة في معلوماتها إلى ما نقله دبلوماسيون غربيون إلى نظرائهم الإسرائيليين. وحسب هذه المعلومات، فإن أردوغان سيتخذ عدة خطوات ”متطرفة” لزيادة شعبيته، قبيل الانتخابات لرئاسة الوزراء والبرلمان التي ستعقد في حزيران 2011، وقد وصلت المعلومات إلى تل أبيب التي أوضحت أن إسرائيل لن تكون وحدها التي ستشهد تدهوراً في العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، بل دول أوروبية والولايات المتحدة أيضاً. في سياق ذي صلة، أخرج مجلس الأمن القومي التركي من قائمة التهديدات الأمنية على البلاد كلاً من إيران وسوريا، وبالمقابل أضاف إسرائيل ك”تهديد مركزي”، وهي تغييرات ذات مغزى في وثيقة يسري مفعولها لمدة خمس سنوات، وتسمى ”الكتاب الأحمر”، وفيه إجمال عام للتهديدات على الدولة. ويدور الحديث في إسرائيل عن تغيير أمني استخباري ذي مغزى، لأنها هذه هي المرة الأولى منذ إقامة الدولة عام 1948 تصف فيها أنقرة أعمال تل أبيب في الشرق الأوسط ك”تهديد” عليها. وجاء في الوثيقة أن أعمال إسرائيل كفيلة بأن تدفع دول المنطقة إلى الشروع في سباق للتسلح، وبالتوازي، أخرج المجلس من قائمة الدول المهددة كلا من سوريا، بلغاريا، جورجيا، أرمينيا، وإيران، التي اعتبرت في الماضي تهديداً مركزيا على أنقرة! وتطبيقاً للخطوة التركية، فقد علقت أنقرة كافة العقود العسكرية التي أبرمتها مع إسرائيل لشراء معدات عسكرية، في أعقاب التوتر الحاصل مع تل أبيب. وقالت وزارة الحرب الإسرائيلية أنها أصبحت تشكك في التوصل إلى هدفها التمثل في تصدير معدات عسكرية بقيمة 8 مليارات دولار في العام الحالي إلى تركيا على غرار الأعوام الماضية. ولفتت إلى أن حالة التوتر الحاصلة بين تل أبيب وأنقرة ولدت لدى القيادة الإسرائيلية قناعة أن تركيا ستخفض من استيراداتها العسكرية من إسرائيل، لكنها لم تتوقع أن تتوقف بهذا الشكل. وأكدت الوزارة أنها تسعى حالياً لتعويض خسارة السوق التركية من خلال زيادة المبيعات في أمريكا الجنوبية، منها كولومبيا التي تعتزم شراء دبابة ميركافا 4، إضافة إلى منصات قتالية إسرائيلية. في المقابل، طالب وزير السياحة الصهيوني، سطاس ميسجنيكوف، باتخاذ خطوات ضد الدولة التي سافر إليها مئات آلاف الإسرائيليين سنويا، في إشارة إلى تركيا. وقال: يجب مقاطعة تركيا من الناحية السياحية، والحفاظ على ما أسماه ”الكرامة القومية”، لأنه من ”الشرف للإسرائيليين ألا يسافروا إلى تركيا”، في ضوء قرارات أنقرة الأخيرة التي تمس بنسيج العلاقات بين البلدين، وإن عدم السفر إليها من الممكن أن تجعلهم يدركون المغزى”. وأضاف: رغم أن علاقات إسرائيل مع تركيا استراتيجية، ولا يوجد عداء وحرب بين الشعبين، إلا أنه طالما يواصل رئيس الحكومة التركية تصريحات وخطوات سياسية كهذه، فلا يوجد للإسرائيليين ما يفعلونه هناك، آملاً أن تعود العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي كما كانت عليه قبل ما وصفه ب”عصر أردوغان”. من جهته قال وزير الداخلية، إيلي يشاي، إنه يأسف للخطوة التركية، مشيراً إلى أن العلاقات معها كانت علاقات صداقة حتى فترة ليست بالبعيدة، مضيفاً أنه يأمل بتحسن العلاقات رغم أن ذلك لا يبدو للعيان. وبحسبه فإن إسرائيل على ما يبدو ”دولة لا تستطيع الاعتماد على أحد من الناحية الأمنية”، مشيراً إلى أن العلاقات مع إيران كانت ممتازة قبل 30 عاماً، متسائلا ”أين هي اليوم؟” من جهته، قال رئيس وزراء تركيا أردوغان إنه لن يشارك في مؤتمر للمناخ في أثينا إذا حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن إسرائيل على وشك أن تفقد تركيا باعتبارها ”صديقاً جيداً لها في منطقة الشرق الأوسط”.