تواجه مختلف مراكز البريد بولاية ڤالمة هذه الأيام، ضغوطا كبيرة بصفة يومية وحالة غليان، بسبب نقص السيولة النقدية وتزاحم الزبائن في طوابير طويلة وعريضة وسط استياء كبير وفوضى غير مسبوقة، خلّفته نقص السيولة المالية وأحيانا انعدامها تماما، ما شكّل اختناقا على مستوى مختلف مكاتب البريد بسبب توافد الزبائن بأعداد هائلة منذ الصباح الباكر وإلى غاية نهاية الدوام الطوابير الطويلة لم تقتصر على مراكز البريد الرئيسية فقط، بل تعدّت إلى المراكز الصغيرة المتواجدة بحي الإخوة رحابي ويحيى مغمولي. ومن بين أكثر مراكز البريد اختناقا هذه الأيّام، المركز الكبير بوسط المدينة، ومركز قهدور الطاهر باعتبارهما وجهة لكثير من الزبائن، الأمر الذي نجم عنه طوابير طيلة ساعات اليوم وتوتّرات تنتهي في غالب الأحيان بشجارات ما بين الزبائن أو مع العمّال، بعد أن يصطدموا بنفاد أو عدم وجود سيولة نقدية بصناديق البريد، وهو الشيء الذي ولّد استياء كبيرا لدى المواطنين، خاصة بعد تهاطل فواتير الكهرباء والماء والهاتف واقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث لم يجد المواطنون حلا لصرف أموالهم، بسبب النقص الفادح للسيولة النقدية عبر صناديق مراكز البريد بالولاية، وهو ما دفع ببعض المواطنين بالذهاب إلى ولاية عنابة من أجل سحب أموالهم. معاناة المواطنين المقيمين في البلديات المعزولة من ظاهرة نقص السيولة المالية في مراكز البريد الواقعة في مقرات إقامتهم أكثر، حيث يضطرون إلى التنقل إلى المدن الكبرى التي يمكن أن يترددوا عليها عدة مرات ليصلوا إلى شباك الدفع قبل نفاد الأموال. وأفاد مسؤول بمركز بريد ڤالمة الرئيسي أن المشكل يكمن في عدم وصول مبالغ مالية كافية من البنك المركزي الوحيد المخول له منح الأوراق المالية لمختلف المؤسسات المصرفية، داعيا المواطنين إلى تفهم الوضع مع سعي مصالح البريد جاهدة لتجاوز هذا المشكل.