مع اقتراب يوم عيد الأضحى، تتصاعد "البعبعات" من شرفات العمارات ومرائب السيارات، فيُخيّل إليك أنك تعيش بمدينة خرفان.. وقد يشطح الخيال بك أكثر؛ فتتصوّر مثلا؛ أن سائق الطاكسي كبش أقرن، وأن المذيعة بالراديو نعجة رشيقة على جبهتها الحنّاء، وأنّ بائع البيتزا خروف أدغم، لم يبلغ سنّ الذبح بعد.. كلّ شيء - مع اقتراب يوم عيد الأضحى - يصبح ذا دلالة "كبشيّة"، حتى وكالات الأنباء الأجنبية باتت تتعامل مع أخبار الخرفان على أساس أنها مادة السبق الصحفي، حيث تسابقت الوكالات، قبل ساعات قليلة، على نقل أخبار الخروف "نيك بوينغ"، الذي اهتمت بتربيته عائلة بريطانية منذ حوالي 3 سنوات وبات حيوانها الأليف الذي يعيش داخل المنزل بالرغم من وزنه الضخم (140 كلغ). وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في هذا الصدد، أن الخروف "بوينغ" بات فردا من العائلة، يحضر التلفزيون ويأكل البسكويت، ويملك حالياً كل مستلزماته ولديه غرفة خاصة في حديقة المنزل الخلفية وفيها سجادة ونوافذ. ويذهب "بوينغ" للنوم عند الحادية عشرة مساء بعد تناول تفاحة، ويستمتع في الصباح بالجلوس أمام باب المدخل ومراقبة المارة". الحاصول؛ أن الخروف "بوينغ" يعيش الآن عيشة يتمناها أكبر راعي غنم قدم إلى العاصمة هذه الأيام، ليبيع قطيعه قبل ساعات من صباح التضحية. بعيدا عن الإسقاطات السياسية والإجتماعية والثقافية، التي من الممكن أن نحلبها من هذا الخبر، ذكّرتني قصة الخروف "بوينغ" بنكتة محليّة، ملخّصها أن عائلة جزائرية اشترت خروفا صغيرا قبل العيد بستة أشهر، وعكفت على تدليله وتسمينه و"ربربته"، تحضيرا ليوم التضحية. ولما اقترب اليوم المشهود وشُحِذت الخناجر ونُصبت الطناجر، وتصاعدت البعبعات من بيوت الجيران.. دخل الخروف الذي أصبح كبشا، صالون بيت العائلة، واتّخذ له متكأ بينهم، وضع رجلا فوق أخرى، حمل التيليكوموند. ووزّع نظراته على أفراد العائلة؛ قبل أن يسألهم: "ياجماعة.. لماذا لم تشتروا كبش العيد حتى هذه الساعة؟؟" مسكين "والف"، وحسب نفسه "بوينغ" البريطاني..