سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ساركوزي يعاقب كوشنير ويعين آليو ماري لإعادة الدفء للعلاقات الجزائرية- الفرنسية الأول تسبب في أزمة بين البلدين على خلفية تصريحاته والثانية معروفة بكونها صديقة
في الوقت الذي تتحدث أحزاب المعارضة في فرنسا عن غياب رؤية لدى الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، على خلفية التعديل الحكومي الذي قام به بداية الأسبوع، تفضل بعض الأطراف الأخرى التركيز على التغيير الذي قام به الرئيس الفرنسي على مستوى الخارجية الفرنسية، حين قرر من خلاله الاستغناء عن اليساري برنار كوشنير، الذي تسبب في أزمة مع الجزائر خسر عدة مواقع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، واستخلافه بالوزيرة ميشال آليو ماري، المعروفة بعلاقاتها المتميزة مع الجزائر، والتي بدأت تظهر خلفيات زيارتها الأخيرة إلى الجزائر. اتضح جليا أن الزيارة التي قامت بها الوزيرة الفرنسية للعدل سابقا، ميشال آليو ماري، نهاية شهر أكتوبر المنصرم إلى الجزائر، التي كانت في البداية مبرمجة مع نظيرها الطيب بلعيز، كانت نقطة انطلاق جديدة في العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا، بحيث سمحت بإزالة العديد من الخلافات بين البلدين، فكانت الوزيرة الفرنسية حاملة رسالة شخصية إلى الرئيس الجزائري من نظيره الفرنسي. ومن دون شك، فإن الرئيس بوتفليقة يكون قد اطلع حتما خلال استقباله للوزيرة الفرنسية المعروفة “بعلاقاتها المتميزة مع نظرائها الجزائريين”، على الرسالة القوية التي أراد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أن يبلغها إياه، وهي رغبته في تغيير وزير خارجيته الذي كان وراء أحد الأسباب في شحن وتأزيم العلاقات بين البلدين بتصريحاته الاستفزازية تجاه جيل الثورة. لقد صرح كوشنير أن “العلاقات بين الجزائروفرنسا ستكون جيدة عندما يرحل جيل الثورة، في إشارة إلى المجاهدين الذين يتسببون، حسبه، في عرقلة المجرى الطبيعي للعلاقات بين البلدين وتأكيدهم دوما على ضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر”، وهو التصريح الذي لم يمر مرور الكرام، وأثار غضب واستياء كبيرين في الأوساط الجزائرية، كما جلب لصاحبه العديد من المتاعب وصلت إلى حد التهميش وتكليف مهمة التنقل إلى الجزائر مرتين على التوالي إلى الأمين العام لقصر الإليزيه، كلود غيون، بدلا من برنار كوشنير. كما تم إبعاده من العلاقات الفرنسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين وروسيا والهند، و تكليف المستشار الدبلوماسي للرئيس ساركوزي، جون دافيد لوفيت، الذي كان يتابع هذه الملفات. ويرى المتتبعون لمستجدات الساحة السياسية الوطنية والدولية أن “تعيين ميشال آليو ماري في منصب وزير الخارجية الفرنسية من شأنه إعادة العلاقات بين الجزائروفرنسا إلى طبيعتها”، وهي التي أخرجت الرئيس بوتفليقة من صمته الطويل وصرح عقب استقبالها له أن “العلاقات بين الجزائروفرنسا على أحسن ما يرام” وكأنها استجابة فرنسية لمطلب جزائري والتضحية بالوزير كوشنير عقابا على تصريحاته التي زادت العلاقات الجزائرية-الفرنسية أكثر تأزما، أما المفاجأة الثانية فهي تعيين الوزيرة، ميشال آليو ماري، المعروفة بعلاقاتها المتميزة مع الجزائر منذ دخولها الحكومة، سواء عندما كانت في الداخلية أو في الدفاع أو في العدل.