اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن خطر الصواريخ البالستية المحدق بأوروبا مصدره إيران، مع أن حلف الأطلسي لم يذكر هذا البلد صراحة عندما قرر الجمعة دراسة نشر درع مضادة للصواريخ وقال ساركوزي، في اليوم الثاني من القمة الأطلسية، “لم تأت الوثائق العامة لحلف الأطلسي على ذكر أي اسم، لكننا نسمي الأمور بأسمائها، وخطر الصواريخ اليوم متمثل في إيران”. وقرر قادة 28 دولة عضو في حلف شمال الأطلسي الجمعة دراسة إنشاء نظام مضاد للصواريخ لحماية الأراضي الأوروبية وسكانها دون تحديد مصدر الخطر المحتمل. وكانت فرنسا وعدد من الدول الأخرى تريد الإشارة صراحة إلى إيران المتهمة بالسعي إلى حيازة السلاح النووي فضلاً عن اتهامها بسبب برنامجها الصاروخي، في “المفهوم الاستراتيجي” الجديد الذي صادق عليه حلف الأطلسي الجمعة وكذلك في البيان الختامي للقمة. لكن تركيا الراغبة في الحفاظ على حسن الجوار مع إيران عارضت ذلك ونجحت في فرض رأيها حسب الدبلوماسيين. وقد رحب الرئيس التركي عبدالله غول بالقرارات التي اتخذها قادة بلدان حلف الأطلسي حول مشروع الدرع المضادة للصواريخ، حيث لم تتم الإشارة بشكل خاص إلى إيران. وقال غول في العاصمة البرتغالية لصحافيين أتراك سألوه هل استجابت القمة لطلبات تركيا بشأن مشروع الدرع المضادة للصواريخ؟ إن “المفهوم الاستراتيجي الذي أقر مطابق لما كنا نتوقعه، ونحن مسرورون جداً”. وقد اتفق قادة حلف الأطلسي على ضرورة إقامة درع مضادة للصواريخ من خلال تبنيهم “مفهوماً استراتيجياً” يحدد مجموعة التهديدات التي تلقي بظلالها على أمنهم، والردود الحديثة لمواجهتها. ولم يذكر “المفهوم الاستراتيجي” لا البلدان مثل إيران ولا المناطق مثل الشرق الأوسط، التي يفترض أن تشكل تهديداً لانتشار الصواريخ البالستية والأسلحة النووية التي تبرر إقامة هذه الدرع. وذكر مصدر دبلوماسي تركي أن المفاوضات بين تركيا وحلف الأطلسي أسفرت عن نتيجة إيجابية حول طلب تركي آخر، هو أن يغطي مشروع الدرع كامل أراضي البلدان الأوروبية في الأطلسي وسكانها وكذلك الولاياتالمتحدة.