أجمع رؤساء مختلف جامعات العاصمة، التي شهدت اضطرابات منذ انطلاق السنة الجامعية 2010 / 2011، على أن المشاكل التي عرفتها العديد من المعاهد تتجه نحو الحل، حيث تم اتخاذ كل الإجراءات من أجل تدارك التأخر في الدروس، باستغلال العطل الفصلية، وتمديد السنة الجامعية، إذا لزم الأمر، ويأتي هذا في الوقت الذي اعتبروا فيه أن هذه الاضطرابات بعضها كان مفتعلا وحسبما أكده رئيس “جامعة الجزائر 2”، بوزريعة، عبد القادر هني، لوأج، فإن الدراسة بهذه المؤسسة “تسير على ما يرام على الرغم من الاضطرابات التي عرفها قسم الترجمة الذي لم يلتحق به طلبته منذ بداية السنة الجامعية”، مضيفا أن “استئناف الدراسة بقسم الترجمة بكلية اللغات والآداب، حدد ليوم 27 من الشهر الجاري، عقب تسليط الضوء على بعض المشاكل التي رفعها الطلبة”. وأوضح هني أن استدراك ما فات من الدروس سيتم خلال الأسبوعين الأولين من العطلتين الشتوية والربيعية، مع إمكانية تمديد السنة الجامعية إذا وافق الوزير على ذلك. وفي حديثه عن السنة الدراسية الجارية بجامعة بوزريعة، قال المتحدث إن الدراسة انطلقت “رسميا” في كامل أقسام كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، فيما شهدت كلية اللغات والآداب “بعض التأخر” الناجم عن الإضراب الذي شنه طلبة قسم الإنجليزية، والذي انتهى باعتماد الحوار، بعد أن أكد أن المشكلة نتجت بسبب العدد الكبير للمنتسبين إلى هذا القسم، مذكرا في هذا الشأن بأن عدد الراسبين بلغ 1151 منهم من رسب للمرة الأولى أو الثانية، يضاف إليهم 674 طالب جديد وجهوا إلى هذا الاختصاص، وهي الوضعية التي نتج عنها كما أوضح “اختناق لم نستطع التحكم فيه”، ما استدعى استغلال المطعم القديم ونادي الجامعة. أما على مستوى “جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين” بباب الزوار، التي شهدت بدورها اضطرابات، فقد أكد رئيس الجامعة بن علي بن زاغو، أن كل شيء يسير وفق برنامج عمل مخطط له مسبقا من قبل الإدارة، وهو ما سمح - كما أكد - بتسجيل سيرورة عادية للدروس. وبعد أن أكد أن التنظيم البيداغوجي القديم في طريقه للإلغاء، أشار بن زاغو إلى أن المحاور الأولية لجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين لهذه السنة تبقى التكوين في مجال الدكتوراه والأبحاث، متطرقا لمسار الدكتوراه في نظام “ليسانس - ماستر - دكتوراه” بجامعة باب الزوار، حيث قال إن “هذه السنة تعرف انطلاق العملية لأول مرة بالجامعة، حيث تلقت الإدارة لحد الآن عددا من طلبات التسجيل ل207 منصب مفتوح يخص 18 دكتوراه مؤهلة”. وأشار بالمناسبة إلى أن عدد شهادات الماستر ستفوق 300 شهادة، مقابل أكثر من 100 شهادة دكتوراه، مبديا في نفس الوقت ارتياحه لما تقوم به جامعته في مجال التكوين ومواكبة متطلبات سوق الشغل في الجزائر. من جهته صرح رئيس “جامعة الجزائر 1”، على مستوى الجامعة المركزية، بأن الدخول الجامعي لم يخرج عن سابقيه، جراء الضغط الكبير للطلبة، حيث تم حسبه التعامل مع الوضعية بنوع من العقلانية، مؤكدا فيما تعلق بالاضطرابات التي شهدتها بعض معاهد الجامعة، أنه تم التحكم في زمام الأمور، على غرار “الاضطرابات البسيطة” التي شهدتها كلية الحقوق، والتي تمت معالجتها وإيجاد الحلول المناسبة للانشغالات التي طرحتها بعض المنظمات الطلابية. واعتبر نفس المسؤول أن بعض هذه الانشغالات كان “منطقيا” والبعض الآخر “مفتعلا” حيث كان محور هذه الاحتجاجات يدور حول محور واحد هو الانتقال من سنة إلى أخرى. وعموما كان الدخول الجامعي - حسب ما أكده السيد حجار - “هادئا رغم كل هذا، حيث تسير الدراسة في الكليات الأخرى منذ البداية بطريقة عادية”، علما أن “جامعة الجزائر 1” تضم 40 ألف طالب موزعين على ثلاثة كليات، بينهم أكثر من 5500 طالب جديد.