كشفت وثائق سرية مسربة من موقع ويكيليكس، صادرة عن سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر، عن حصول واشنطن على موافقة من الجزائر قصد السماح بتحليق طائرة استطلاع أمريكية فوق أراضيها، وخاصة مع الحدود مع دولتي مالي وموريتانيا، بغرض تتبع تحركات عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي واشنطن حصلت بصعوبة على موافقة جزائرية لفتح مجالها لطائرات استطلاع أمريكية لا يوجد بلد أهم من الجزائر في مكافحة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تنطلق من القاعدة العسكرية الأمريكية “روتا” على المحيط الأطلسي، قرب مدينة قادس الإسبانية. وأشارت الوثيقة، التي نشرتها جريدة “ألباييس” الاسبانية، إلى اعتراف واشنطن صراحة على لسان سفيرها بالجزائر دايفيد بيرس، في 6 جانفي من العام الجاري، بصعوبة حصول الولاياتالمتحدة على الموافقة الجزائرية، وذلك نظرا لأن “الجزائر تعد إحدى أكثر الدول تعصبا لقوميتها ورفضها للتواجد الأجنبي على أراضيها”، مضيفا أن التفاهم تم التوصل إليه بعد إقناع الطرف الأمريكي نظيره الجزائري بأن الخطوة سيكون الهدف الوحيد منها هو تتبع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وكذا نشاطات التهريب وتجارة المخدرات في تلك المنطقة الشاسعة. وقالت الوثيقة إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدرك دور وقيادة وحجم الجزائر إقليميا وقاريا، ولذلك فواشنطن تعول على الجزائر من أجل إحلال الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، واستدلت الوثيقة بشهادات للسفير الأمريكي دافيد بيرس، بخصوص تصريحات المبعوث الأمريكي إلى الجزائر، فيكي هودلستون، في أكتوبر 2009، قوله “نحن نعلم جيدا أنه لا يوجد بلد أهم من الجزائر في إطار مكافحة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي”. ومن بين الشروط التي تضمنها التفاهم الجزائري-الأمريكي، الذي أشارت إليه “الفجر” في حينه، وتضمنته الوثيقة المسربة من موقع “ويكيليكس”، هو توقيف طائرة الاستطلاع الأمريكية، والتي هي من طراز “لوكهيد أو بي-3”، لجميع أجهزة الاستطلاع مباشرة لدى دخولها المجال البحري الجزائري ثم المجال الجوي.