اعتبر كل من الدكتور لزهر بديدة والأستاذ بيتور علال، أن مظاهرات 11 ديسمبر شكّلت الرهان الأكبر لدى قادة الثورة للضغط على الجنرال ديغول، الذي كان يسعى بدوره إلى استغلال هذا العامل للتأكيد على التواجد الفرنسي في الجزائر إلا أن هذه المظاهرات التي كانت منعطفا حاسما في مسار الثورة الجزائرية قادت هذا الأخير إلى الاقتناع بضرورة التسوية مع الحكومة المؤقتة وقال الدكتور بديدة في ندوة تاريخية حول أحداث 11 ديسمبر، من تنظيم مؤسسة فنون وثقافة، أن الجماهير الجزائرية نجحت في التأكيد على مبادئ الثورة ورغبتها في الاستقلال وهو ما تجسد في المظاهرات التي بدأت في 9 من شهر ديسمبر 1960 ولم تتوقف إلا بأمر من الحكومة المؤقتة في 16 من نفس الشهر. وهو الأمر الذي يؤكد الباحث أنه دفع الجنرال ديغول بعد ضياع رهانه على الجماهير الجزائرية، إلى اللجوء في فرصة أخيرة إلى طلب إجراء لقاء مع مختلف الفاعلين في الحركة الوطنية وعلى رأسهم مصالي الحاج الذي توصل بدوره إلى أن الثورة باتت واقعا وأن الشعب الجزائري لن يقبل بغير قادتها كممثل له، وبالتالي فإن التفاوض لن يتم إلا من خلالهم. من جهته، أوضح الأستاذ علال أنه على المهتمين بالتاريخ استغلال كل التفاصيل التي يحتفظ بها المجاهدين حول الثورة، وعدم التركيز بالمقابل على الأرشيف الذي هو بحوزة فرنسا، وذلك يعود حسبه إلى أن المصدر الجزائري أكثر مصداقية لنقل الثورة إلى الأجيال القادمة بكل إيجابياتها وسلبياتها والرد على المحاولات الفرنسية الرامية إلى تشويه المكسب الذي حققته الجزائر بالاستقلال والفوز عسكريا وديبلوماسيا على فرنسا.