يستفيد 15 ألف جزائري مقيمين بفرنسا من تعلم اللغة العربية والتاريخ الجزائري ضمن النظام التعليمي الفرنسي المعروف بتسمية “إلكو”، وسط تخوفات السلطات الفرنسية من انفتاح أكثر لأبناء الجالية الجزائرية، والمطالبة بالتعرف على مقوماتهم الوطنية وهويتهم التاريخية، فيما تتزايد شكوك المهاجرين حول مساع للتسلل عبر نظام “ إلكو” وتحويله الى أرض خصبة لترويج التطرف والتبشير وعبر المجلس الأعلى الفرنسي للإدماج عن قلقه من تنامي المطالب التي ينادي بها أبناء الجيل الثالث من الجزائريين، والمتمثلة في تحقيق “أمة جزائرية مثالية”، وهو ما سجلته المفتشية الأكاديمية لمنطقة “بوش دي رون”، التي قالت في تقرير لها إن نظام” إلكو”، كشف عن إرادة كبيرة للتلاميذ والطلاب في التعرف أكثر على هويتهم، وفي مقدمتهم التلاميذ من أصول جزائرية، ويليهم ذوي الأصول التركية. وتترجم تخوفات المجلس الأعلى للإدماج، فشل فرنسا في تحقيق أهداف نظام “إلكو”، الرامية إلى “مساعدة” أبناء المغتربين على العودة إلى بلدانهم الأصلية، فعوض ذلك يساعد هذا النظام التعليمي أبناء الجالية المقيمة بفرنسا، خاصة الجزائريين، على تقوية شخصيتهم والانصهار بكل ثقة في المجتمع الفرنسي، مع تمسكهم أكثر بهويتهم والمطالبة بحقوقهم بصفة أوسع، وهو الوضع الذي لا تقبل به فرنسا وتتخوف منه. وتفيد آخر الإحصائيات الرسمية أنه من بين 80 ألف مسجل في نظام “إلكو”، استفاد 15 ألف تلميذ جزائريين مقيمين بفرنسا منه، وهم قلة مقارنة مع أبناء الجاليات الأخرى، فعدد المغاربة المسجلين في هذا النظام قدر ب 30 ألف تلميذ، يليهم التلاميذ من أصول تركية ب 20 ألف متمدرس، أما بقية التلاميذ فمن مختلف الجنسيات الأخرى. ويسجل هذا النظام التعليمي تخوفات على مستوى السلطات الفرنسية، ممثلة في المجلس الفرنسي الأعلى للإدماج، الذي عبر عن عدم رضاه عن النتائج المحققة لحد اليوم، وكذا أهالي المتمدرسين، خاصة ذوي الأصول الجزائرية، الذين أبدوا مخاوف من استغلال هذا النظام التعليمي من قبل بعض المدرسين في عمليات التبشير والترويج للفكر المتطرف. ويعود نظام “إلكو” التعليمي الفرنسي، الخاص بتعليم اللغات والثقافات الأصلية والموجه للتلاميذ الأجانب لسنة 1975 حين اعتمده الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان في إطار سياسة تشجيع عودة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، ويؤطره أساتذة ومعلمون من البلدان الأصلية للمتمدرسين، تتحمل باريس مسؤولية دفع أجورهم وتعيينهم، ويهدف إلى تلقين أبناء المهاجرين المتواجدين بفرنسا لغة بلدانهم الأم وتاريخها لتسهيل عملية اندماجهم في بلدانهم حين يعودون إليها.