تنتشر أكوام النفايات في معظم أحياء وشوارع بلدية برج الكيفان بشكل ملفت للإنتباه، حيث أصبحت تصنع ديكورها، فلا يجد الزائر إلى هذه المواقع سوى ما يقبض الأنفاس من كثرة انبعاث الروائح الكريهة ويشوه المنظر العام، دون أن تتحرك السلطات المحلية لانتشال القاطنين من هذه الوضعية الكارثية من جهة، وتعزيز المجهودات للحفاظ على محيط نظيف من جهة أخرى. لم يفهم سكان أحياء قايدي، حي المعوقين، رأس السوطة، سي إسماعيل وحي موحوس، والتي تنقلت إليها “الفجر”، تقاعس مصالح رفع النفايات عن أداء مهامهم قصد تخليصهم من أكوام القمامات التي باتت خطرا حقيقيا يهدد حياتهم، إذ تغرق معظمها في الأوساخ بصورة ملفتة للإنتباه، وضعت القاطنين بين مطرقة ضرورة إخراجها من البيوت، وسندان بلوغ الحاويات المنصبة في الشوارع درجة التشبع الكامل. السكان، في سياق حديثهم مع “الفجر”، كشفوا أن أرجلهم حفيت من كثرة التنقل إلى مقر البلدية، والأقلام التي كانوا يحررون بها شكاويهم جفت، بغية إخطار المسؤولين المحليين بالوضع الذي آلت إليه الشوارع جراء الإنتشار العشوائي للقمامة، “إلا أنه لا أحد، يضيف محدثونا، تحرك قيد أنملة ممارسا مسؤوليات منصبه التي لم يكن ليصل إليها لولا أصواتنا خلال المحطات الإنتخابية”. وتتردد، في هذا الصدد، أخبار داخل المجلس الشعبي البلدي، تفيد أن مشكل النفايات في برج الكيفان، يكمن في تعمد أحد نواب رئيس البلدية عدم ممارسة مهامه من جهة، واحتكار المسؤولية في منع النواب الآخرين بالتكفل بالإشكال رغم أنه لا يندرج ضمن حدود مسؤولياتهم. وأمام هذا الوضع المعقد، ليس أمام رئيس البلدية سوى إيجاد حل عاجل لمشكل النفايات ووضع حد للتجاوزات.