نظرت محكمة الجنيات بمجلس قضاء البليدة في قضية تتعلق بزنا المحارم، كانت الضحية فيها فتاة لا يتعدى عمرها الثالثة والعشرين، قالت في تصريحاتها إن عمها اعتدى عليها بعد أن وثقت فيه واستنجدت به لينقذها من تعامل والدها الذي لم يرحمها وطردها إلى الشارع لتلقى مصيرا مجهولا، في حين تبرأ هو من ادعاءات ابنة شقيقه كما أكد الضحية أنها فرت من البيت العائلي بإرادتها عكس ما تدّعيه من قيام والدها بطردها، لتزيد الطين بلة باتهامه بتلك التهمة الشنيعة، التي جاء تقرير الطبيب الشرعي ليؤكد جزءا منها وهي حقيقة تعرض الفتاة إلى الاغتصاب. تاريخ 28 فيفري من السنة المنقضية، كان بداية رحلة التيه للمسماة “ق.ز” صاحبة 23 ربيعا، والتي خرجت من بيتها العائلي إثر مشادات حادة مع والدها، لتغادر مدينتها بالكاف الأخضر بولاية المدية وتركب في أول حافلة صادفتها. شاء القدر أن تكون متوجهة نحو مدينة الورود، لتقضي ليلتها في وحشة ليل لم تكن تعلم ما يخبئه لها، لا سيما وأنها غادرت منزلها في حدود الساعة السابعة مساء دون أن يردعها أحد من ذويها عن فعلتها، بما فيهم الأب الذي انهال عليها يومها بالضرب المبرح، ما اعتبرته حجة للفرار والخروج إلى الشارع. وهناك التقت بسيدة من مدينة البليدة، قررت إيواءها وحمايتها إلى غاية انفراج أزمتها بعد أن سمعت حكايتها الأليمة. إلا أن الأمور لم تمض على ذلك المنوال بعد أن قالت الفتاة في روايتها إنها تلقت اتصالا من عمها المدعو “ق.ع”، طلب منها فيه الحضور إلى مدينة الدويرة ليتكفل بها ويساعدها على تجاوز محنتها ومساعدتها على العودة إلى منزل العائلة بعد حل كل الإشكالات القائمة، لتواصل روايتها قائلة إنها التقته فعلا بتاريخ 4 مارس من نفس السنة، بعد أن توجهت إليه لتقضي أياما ببيته. وفي طريقهما وقد كانا على متن سيارته - تضيف الفتاة - غيّر عمها وجهته إلى الغابة المجاورة لثكنة الحرس البلدي بالدويرة، وهناك اعتدى عليها تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، ليهددها بعدها بكتمان الأمر وإلا قتلها. إلا أنها فضلت رفع دعوى ضده، لم تثبتها هيئة المحكمة التي أقرت ببراءته من كل ما نسب إليه، لا سيما وأن الجاني أكد أنه كان في يوم الوقائع متواجدا بمسقط رأسه بولاية المدية لحضور جنازة أحد أقاربه.