كشف رئيس المجلس الوطني للتأمينات، عمارة العتروس، أن معظم المحلات التجارية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعرضت، مؤخرا، لعمليات تخريب من طرف المحتجين غير مؤمنة على مثل هذه الأحداث ما يجعل عملية تعويضها من طرف شركات التأمين أمرا مستحيلا أوضح العتروس، في اتصال مع “الفجر”، أن عقود أصحاب المحلات التجارية يؤمّنون عادة ضد الحرائق والكوارث الطبيعية، ولا يملكون ثقافة التأمين ضد الاحتجاجات وأعمال الشغب والتخريب، رغم جهود شركات التأمين للتحسيس بأهمية مختلف فروع التأمينات بما فيها التأمين ضد كل الأخطار. وبخصوص أعمال التخريب التي تعرض لها عدد من الممتلكات العمومية والخاصة، أوضح نفس المسؤول أنه في حالة ما إذا كانت المؤسسة أو الجهة المعرضة للحرق أو النهب أو التخريب مؤمّنة ضد أعمال الشغب، فإنها تتقدم بملف كامل يتضمن وثيقة الخبير لتعويضها عن الخسائر التي لحقت بها، لكن في حالة ما إذا كانت الجهة غير مؤمّنة ضد مثل هذه الأحداث، وهو حال معظم المحلات التجارية التي تعرضت إلى السرقة والنهب، فإن شركات التأمين لا يمكنها تعويض الخسائر رغم كونها مؤمّنة ضد الكوارث الطبيعية أو الحرائق، مشددا على ضرورة اطلاع التجار والأشخاص على أهمية التأمينات للحفاظ على مصالحهم. وبخصوص التأخر الذي يشكو منه المؤمّنون لتعويض خسائرهم، أوضح العتروس أن شركات التأمين تلتزم بتعويض خسائر الشركات والمؤسسات المعرضة للتخريب خلال الأحداث الأخيرة في ظرف شهر واحد، لتمكينها من استئناف نشاطاتها بصفة طبيعية في أقرب الآجال، وحفاظا على مناصب الشغل التي توفرها. وأعاب العتروس ضعف قطاع التأمينات في الجزائر وربطه بغياب ثقافة تأمينية وغياب الوعي فيما يخص الدور الذي يلعبه هذا القطاع في التعويض عن الأخطار والكوارث الطبيعية، التي قد يتعرض لها المواطن الذي يجهل القوانين وإلزامية التأمين على الأخطار على اختلاف أنواعها. وفي المقابل، أكد خبراء في مجال التأمينات أن نفور المواطنين من شركات التأمينات له أسباب عديدة ومختلفة، يمكن تلخيصها في غياب الوعي لدى غالبية الناس فيما يخص الدور والأهمية التي يلعبها التأمين على جميع المستويات، إلى جانب تماطل شركات التأمين في تعويض الخسائر، وتقصيرها في القيام بالدور المنوط بها من خلال القيام بعمليات تحسيسية لفائدة المواطنين للترويج والإشهار وتوعيتهم لمجمل الفوائد والمنافع التي تقدمها خدمات التأمينات.