ظاهرة جديدة غزت أسواق الغناء في الفترة الأخيرة.. وهي ظاهرة إنتاج الأغاني الدينية.. خاصة من المطربين الشباب. ولقيت هذه الظاهرة رواجا ملحوظا، وتم إنتاج ألبومات تحتوي الأغاني الدينية فقط.. وأقبل عليها الناس إقبالا كبيرا. وبمتابعة القنوات الفضائية نلاحظ عرض عدد كبير من الأغاني الدينية لمطربين ومطربات، خاصة المصريين والسوريين وحتى الجزائريين مؤخرا.. منهم إيمان البحر درويش وهشام عباس ومصطفي قمر ومحمد الحلو، وشعبان عبد الرحيم وسعد الصغير، والقائمة طويلة. ولم تقتصر أغانيهم الدينية على الجوانب الإيمانية العاطفية فقط، بل اشتملت أيضا على الجوانب السياسية والإجتماعية والأخلاقية والتجارب الإنسانية، وخاطب بعضها الأمة الإسلامية ككل.. والأحرار في العالم واستنهاض الشعوب والأفراد.. القدوة المفقودة هذا الموضوع طرحناه على أساتذة الشريعة وبعض أئمتنا لمعرفة الآراء حول قيام المطرب العاطفي بأداء الأغاني الدينية.. جمال.ح، أستاذ العلوم الشرعية، يقول: أنا لا أتقبل قيام المطرب بأداء الأغنية الدينية في الصباح.. وفي المساء يغني في ملهى ليلي وسط المخمورين والراقصات، فهذا شيء غير مقبول ولا أستطيع تصديقه حين يقدم الأغاني الدينية التي من المفترض أنها تقدم القدوة. د. مصطفى، أستاذ الشريعة بجامعة الجزائر، يرى عكس ذلك بقوله.. ولماذا لا نعتبر مثل هذه الخطوة هي بداية الهداية للمطرب، وأن مثل هذه الأغاني من الممكن أن تنهاه عن الأفعال القبيحة والتي تؤدي إلى شيء مشين..؟ الصراط المستقيم حامد .ف، إمام مدرس، يقول: يجب أن نفرح ونشجع المطربة أوالمطرب الذي هداه الله لطريق الهداية.. ومن الممكن أن تكون هذه الخطوة بداية الخطوات إلى طريق الخير والصراط المستقيم.. أما إذا عادوا إلى الملاهي الليلية والأغاني المتبذلة والعري ففي هذه الحالة سيسقط تماما من نظر الناس. تأثير كبير الدكتور عبد المجيد.ج، أستاذ الشريعة يشير إلى أننا يجب أن نتعامل مع هذا الموضوع بحذر شديد.. لأن الأغاني الدينية لها تأثير كبير على نفوس الناس، وأن يعود من انحرف من أهل الغناء عن طريق الهداية إلى هذا الطريق مرة أخرى شيء جميل.. لكن أن نجعلهم قدوات في المجتمع فهذا لا يجوز.. لأنهم قد يقدمون الدين بطريقتهم هم، والتي تخالف طريق الدين الصحيح. التقليد الأعمى الشيخ محمد شريف قاهر، عضو المجلس الإسلامي الأعلى، يقول في الموضوع: أعتقد أن من يقومون بأداء الأغاني المفسدة والتي تحض على الإبتذال ويقلدون الغرب في الأداء المبتذل والعري والكلمات الفاضحة هؤلاء أبعد ما يكونوا عن طمأنينة المؤمن وروحانيات الإيمان.. وهذا لا يعني أن نغلق الأبواب في وجوههم ولكن أن نتعامل معهم بحرص لأن لنا أبناء لا نريد أن يقلدوهم في الخطأ. ويضيف الشيخ: يجب على من يقدم الفن الديني أن يكون هدفه الدين.. وألا تكون “موضة”، ثم ترقص المغنية عارية في الكليبات، أو يرقص المغني مع العاريات، ويجب على من يقوم بأداء الأغاني الدينية أن يطبق ما يقولون فيها. ولكن أعود فأقول.. أول الغيث قطرة.