احتفل طاقم الفيلم التلفزيوني ”مكالمة هاتفية”، يوم أمس، بقصر الرياس في العاصمة، بانتهاء عملية التصوير التي نقلت كاميرا المخرج وصاحب السيناريو ياسين بن جملين، بين مدينة الحمامات التونسية والجزائر، ومن المنتظر عرضه على التلفزيون الجزائري بداية أفريل المقبل يعود بنا المخرج ياسين بن جملين من خلال ثاني عمل له بعد فيلم ”اللعبة”، في ساعة وعشرين دقيقة، إلى قضية الزواج المختلط.. حيث أوضح في تصريح خص به ”الفجر” أنه حاول الوصول بالمشاهد إلى قناعة مفادها أن هذا النوع من الارتباط ينتهي في أغلب حالته بالفشل، وذلك في نظره بسبب ارتباط كل طرف إلى بلده وعاداته وتقاليده التي من المؤكد أنه سيفتقدها بالعيش بعيدا عنه. وهو ما جرى مع بطل فيلمه ”مكالمة هاتفية” الذي أدى دوره الفنان يوسف مزياني الذي اختار الهجرة إلى فرنسا، أين تعرف بسيمون الفرنسية وتزوج بها، وكانت ”سيرين” ثمرة هذا الزواج. ويضيف المخرج أنه بعد 35 من الغربة وجد بطل العمل أنه لا مفر من العودة إلى بلده طالبا من زوجته العودة معه، إلا أنها رفضت، وأكدت بالمقابل أنها مرتبطة بدورها ببلدها، ليعود مجددا تاركا وراءه ابنته التي كان يحلم أن لا تكرر ما فعله وتحقق رغبته بالارتباط بجزائري. ويضيف المخرج أنه بعد خمس سنوات من الغياب يتلقى يوسف، بطل العمل، مكالمة هاتفية من زوجته التي تطلب منه الالتحاق بها إلى الحمامات التونسية، أين تعودوا قضاء عطلتهم الصيفية، وهناك يكتشف أن ابنته جاءت لتأخذ موافقته في الزواج من جزائري، وهو طالب دكتوراه ومغترب هو الآخر في فرنسا، إلا أنه بحكم انتمائه إلى بلده واحترامه للعادات والتقاليد، فقد وجد أنه من الأفضل استشارة أهله هو الآخر والذهاب لطلب يد سيرين من والدها، لتتأكد في الأخير نظرية المخرج في أن الزواج لا يكون ناجحا إلا بين أبناء البلد الواحد الذين تجمعهم كلمة واحدة وإن فرقتهم المسافات. الجدير بالذكر أن العمل عرف مشاركة نخبة من الفنانين الجزائريين، على غرار الفنانة الكبيرة فتيحة بربار، مدني نعمون، ليندة ياسمين، عمار معروف، نادية طالبي، يوسف مزياني، عبد القادر بوجاجة، عبد الحميد رابية، سيدعلي بن سالم، عزيز قردة، رابح لشعة، وهيبة حاجي، حفيظة بن ضياف وخيال. حورية. ص قالوا ل” الفجر”.. المخرج ياسين بن جملين: ”تجربة الإخراج رهاني الاكبر” كشف ياسين بن جملين أنه لم يكتف في هذا العمل بالإخراج وكتابة السيناريو، وآثر لنفسه دور الشاب المغترب الذي يفوز في النهاية بالزواج بسيرين، حيث يقول إنه حاول من خلال دوره التأكيد على نظرية أخرى، هو أن الشبان الجزائريين ممن اختاروا الدراسة خاصة في الخارج يضطرون إلى العزوف عن الزواج حتى يتقدم بهم السن، إلا أنه أراد تغيير هذه القاعدة بتحقيق حلم والديه والزواج بجزائرية رغم سنين الغربة في فرنسا. ويضيف المخرج إن تجربته الثانية مع الإخراج وخاصة التعامل مع كبار الممثلين الجزائريين، جاءت بعد سنوات من العمل في التمثيل ومحاولة اكتساب أبسط تقنيات هذا العمل كانت تأكيد على حبه للفن وطوحه في التقدم وتخطي عتبة التمثيل، وهو حلم مشروع لأي فنان. ويضيف المخرج أنه كان يتمنى وجود معاهد متخصصة في تكوين المخرجين لتلقي مبادئ هذه المهنة، إلا أنه يؤكد بالمقابل أن هذا الغياب لم يمنع ظهور مخرجين جزائريين كبار. الممثل سيد علي بن سالم: ” ثقة المخرج أفادتني” يقول الممثل ومساعد المخرج سيد علي بن سالم، إنه يؤدي دور حكيم، ابن أخت البطل الذي يطمح للزواج من ابنة خاله وذلك بحكم القرابة وانه الأولى بها، قبل أن يكتشف خطبتها من آخر. ويؤكد بن سالم أن تجربة مساعدة المخرج جاءت لثقة بن جملين في إمكانياته وحبه للفن، وهو ما يدفعه إلى العمل أكثر والبحث عن فرص أكبر مستقبلا. الفنانة فتيحة بربار: ”العمل مع الشباب لا يخيفني” أكدت الفنانة فتيحة بربار، التي تؤدي دور ليلى أخت المغترب يوسف وبطل العمل التي تطمح من خلال هذه العلاقة إلى تزويج ابنها حكيم من ابنة أخيها سيرين، أن مشاركتها في العمل ورغم تواضع دورها إلا أنه جاء من باب تشجيع جيل الشباب، سواء في تعاملها مع المخرج الشاب ياسين بن جملين أو الوقوف أمام ممثلين شبان، حيث أكدت أن تعاملها مع كبار المخرجين في أعمالها السابقة لم يشكل أي مخاوف بالنسبة إليها في المشاركة في هذا العمل، خاصة أنها ترى أن بن جملين مخرج شاب يستحق التشجيع لالتزامه بالعمل واحترامه لباقي زملائه. الممثلة حفيظة بن ضياف: ”نعاني من قلة الإنتاج” ابتعدت بنا الفنانة حفيظة بن ضياف عن أجواء العمل، وأكدت لنا أن دورها البسيط في الفيلم يعكس معاناة الفنان الجزائري الذي يتخبط منذ مدة في أزمة الإنتاج، وهي الضريبة التي تقول إنه يدفعها كل من اختار الولوج في هذا العالم.