سطرت مديرية الثقافة لولاية البليدة برنامجا خاصا يقضي بترميم وإعادة تهيئة المعالم الأثرية التي تزخر بها المنطقة. ومن بين أهم هذه المعالم المعنية بعملية إعادة الاعتبار، معلم قصر عزيزة ببلدية بني تامو الذي بناه الداي حسين في القرن 18، وكذا ضريح الولي الصالح سيدي الكبير الواقع بقلب مدينة الورود الذي يبقى شاهدا ماديا على حقبة تاريخية هامة من تاريخ مدينة الورود. كما ستمس هذه العملية ضريح الولي سيدي يعقوب الشريف الذي يعد نموذجا مميزا للأضرحة العثمانية المتواجدة بكثرة في الجزائر. وتجدر الإشارة إلى أن قصر عزيزة ببني تامو كان قد سجل في قائمة الجرد الإضافي للولاية في سنة 2005، غير أن تحويله إلى مكان إقامة من طرف عائلات شوه طابعه الأثري والتاريخي. وقد قامت مصلحة التراث الثقافي لولاية البليدة بزيارة ميدانية لمعاينة حالة المعلم. كما أعادت بلدية بني تامو إسكان تلك العائلات، ما مكن من إخلاء المعلم بصفة نهائية من أجل دراسته وترميمه بعد أن أحدثت تلك العائلات تغييرات في وجهه الأصلي، فأصبحت معالم هذا القصر الأثرية مهددة بالاندثار والزوال. ويعد قصر عزيزة من المعالم الأثرية ذات الأهمية التاريخية البالغة بولاية البليدة، حيث يرجع تاريخ تشييده إلى فترة التواجد العثماني. وتروي أسطورة إنشائه مدى الحب الكبير الذي كان يكنه الحاكم العثماني آنذاك لابنته الوحيدة عزيزة، وهو ما دفعه إلى تشييد قصر لها اعتمد في بنائه على زخرفة وأسلوب معماري متميز وسط مناظر طبيعية خلابة بقلب المتيجة. وكان هذا الصرح الذي يقع ببلدية بني تامو على بعد ستة كيلومترات عن مدينة البليدة، بمثابة مرتجع سياحي لعائلة الداي، خاصة أنه جهز بكل المتطلبات ووسائل الراحة من خدم وحشم ومرافق ملحقة بالقصر. من جهة أخرى، حظي ضريح الولي الصالح سيد أحمد الكبير والمتواجد بقلب مدينة الورود بعملية ترميم مماثلة، بلغت نسبة الإنجاز فيها حوالي 50 بالمائة. وتبقى معالم أخرى في انتظار تصنيفها ضمن التراث الوطني على غرار مسجد بن سعدون الذي يعود تاريخ إنشائه إلى القرن الثامن عشر ويعد من أعرق مساجد البليدة، إضافة إلى مسجدي بن بابا علي ومسجد الحنفي التركي والتي تتوزع كلها بقلب مدينة الورود.