يعتمد سكان بلدية القرنيني المعروفة ب”النويرات” في معيشتهم على الفلاحة وتربية المواشي التي تعتبر مصدر رزق السواد الأعظم منهم، وما عدا ذلك فلا شيء يبعث على الأمل بهذه البلدية النائية المعروفة بهدوء وسكون طبيعتها التي انعكست على سلوك وطباع ساكنيها، وهو ما لاحظناه أثناء زيارتنا للمنطقة. تشكل الفلاحة وتربية المواشي ببلدية القرنيني التابعة إداريا لدائرة عين وسارة مصدر عيش الغالبية العظمى من العائلات، فهي الحرفة التي توارثها الأجيال، حسب ما أكده لنا بعض الفلاحين الذين التقيناهم. هؤلاء الفلاحون اشتكوا كثيرا من ضعف الإعانات، مؤكدين أنهم لم يستفيدوا من أي مساعدة، باستثناء عدد قليل منهم استفادوا في إطار الدعم أو الامتياز الفلاحي. كما اشتكوا من نقص إمكانيات ووسائل العمل، مؤكدين في هذا الإطار بأن معظمهم لا يزال يستعمل الطرق البدائية في الفلاحة. أما الخدمات الصحية، وحسبما أكده لنا أغلب السكان، فإنها لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب، فهي لا زالت بعيدة كل البعد عما يطمحون إليه، فالمركز الصحي اليتيم بالبلدية يقتصر دوره على تقديم الإسعافات الأولية فقط. وأرجعت بعض المصادر سبب ضعف الخدمات إلى النقص الكبير في الإمكانيات المادية والبشرية معا، وأن المركز يسيره طبيب وممرض واحد، كما اشتكوا أيضا من انعدام سيارة إسعاف رغم أهميتها القصوى بالمركز نظرا للتدخلات المستعجلة، وبالأخص منها لنقل الحوامل والمصابين بلسعات الحشرات الشاملة المنتشرة بكثرة في المنطقة. ويبدي سكان الكحالي، المخلوفي، بوخشبة وأوكات، إصرارا على مقاومة مظاهر التخلف وتحسين الإطار المعيشي. ويشترط هؤلاء للاستقرار بهذه المناطق، توفير السكن الريفي، الكهرباء وبناء مؤسسات تربوية، بالإضافة إلى توفير المسالك والطرقات قصد تسهيل تنقلاتهم. أما الكهرباء الريفية فلا تشكل سوى 50 بالمائة من نسبة التغطية الإجمالية.