اتهمت التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية أطرافا سياسية بمحاولة إفشال مسيرتها المقررة صباح اليوم بساحة أول ماي، من خلال تنظيمها مسيرة موازية في نفس المكان وبنفس التوقيت، ووجهت أصابع الاتهام إلى أحزاب التحالف الرئاسي بالوقوف وراءها، وذلك ما جاء على لسان مراد تشيكو، المكلف بالإعلام في مجلس ثانويات العاصمة، والعضو البارز في التنسيقية، الذي قال في تصريح ل “الفجر”: “علمنا أن بعض التيارات الحزبية تريد كسر مسيرتنا بتنظيم مسيرة في ساحة أول ماي، وفي نفس توقيت مسيرتنا، ونعتقد أن أحزاب التحالف الرئاسي هي من يقودها” “سعدي لم ينفرد بالتنسيقية وكلنا متساوون في إبداء المواقف” وحملت تنسيقية التغيير، بلهجة شديدة، مسؤولية تسجيل أي انزلاقات في مسيرتها اليوم “إلى الجهاز الأمني والى الداعين لتنظيم المسيرة الموازية”، حسب ما أوضحه مراد تشيكو، معتبرا أن هذا الإجراء “يترجم نية هذه الأحزاب لإثارة النعرات ولخلق العنف وتأجيج الوضع إلى ما لا تحمد عقباه”، وأضاف “أن هؤلاء الناس الذين ينصحون بعدم نشر الفوضى وعدم تحريض المواطنين، هم الذين يعدون خططا لإثارة العنف والمشاكل..”. وقال المسؤول النقابي إن التنسيقية ليست معارضة لتنظيم مسيرة مختلفة الأهداف أو معارضة لمسيرتنا من قبل أحزاب أو فعاليات أخرى، فمن مبادئها احترام حرية التعبير وآراء جميع القوى السياسية، لكنها ترفض أن تكون هذه المسيرة هدفا لإفشال مسيرتها. وأوضح ممثل “الكلا” أن تنسيقية التغيير نظمت أمس اجتماعا “تقنيا” بمقر الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان لضبط آخر الرتوشات التنظيمية المتعلقة بمسيرة اليوم، واتفق أعضاؤها مبدئيا على بداية تجمع المشاركين على الساعة العاشرة والنصف صباحا، ثم الانطلاق في تمام الساعة الحادية عشرة، تفاديا لتفرقتهم من قبل قوات الأمن، كما حدث في مسيرة السبت المنصرم، إذ سهل التجمع المبكر للمتجمهرين حينها تحكم عناصر الأمن في قمع المسيرة في مهدها كما احتفظت بنفس الشعارات المعادية للنظام، التي كانت قد رفعتها في المسيرة السابقة. وتكتمت التنسيقية على ذكر قائمة التنظيمات والجمعيات والأحزاب التي أعلنت مشاركتها في مسيرة اليوم، كونها لم تستجب لطلبها بإعلان المشاركة عبر بيانات صحفية “حتى تكون المشاركة رسمية”، يوضح تشيكو. ومن جهة أخرى، أكدت التحاق لجان أحياء بها تشكلت لهذا الغرض في كل من باب الوادي، باش جراح، وحي بلكور الشعبي، وبعض التنظيمات الطلابية، لم تفصح عن أسمائها، كما لم تستبعد قدوم الكثير من المشاركين من ولايات أخرى، حسب ما لديها من معطيات. وحول محاولة انفراد سعيد سعدي، زعيم الأرسدي بالتنسيقية، أجاب المتحدث أن “هذا الكلام غير مؤسس وغير صحيح”، لأن التنسيقية حسبه “لا يسيرها أي حزب، وكل أعضائها متساوون في اتخاذ القرارات والتعبير عن آرائهم ومواقفهم”، مشيرا في سياق آخر إلى تنظيم لقاء وطني بعد مسيرة اليوم، يخص هيكلة التنسيقية والإعلان عن نشأة فروع ولائية لها، يجري التأسيس لها في كل من ولايات: بجاية، تيزي وزو، قسنطينة، تلمسان وعنابة، إضافة إلى دراسة إمكانية توسيعها إلى ولايات أخرى من الوطن.