شهد ميدان اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة، فجر أمس الأول الخميس، ليلة رعب دامية، بعدم أن قامت القوات المسلحة البحرينية بمهاجمة ميدان اللؤلؤة وسط العاصمة البحرينية المنامة، وذلك لتفريق جموع المحتجين الذين قرروا الإقامة هناك رافعين شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” “الفجر” تواصلت مع عدد من شهود العيان الذين عايشوا أحداث تلك الليلة وتفاصيل الهجوم الذي استهدف المحتجين في وقت متأخر من الليل، وهم نيام، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات. في هذا الصدد تقول زهراء الشوقي، وهي بحرينية تسكن بالقرب من الميدان: “تركت الميدان الساعة 11 ليلا لأن منزلي قريب وفي نيتي العودة في الصباح الباكر”. وأضافت: “بعدها بساعات اتصلت بي أمي لتعلمني بأن قوات الأمن هجموا على المكان الساعة الثالثة والنصف فجرا والناس نيام”. وأضافت محدثتنا: “لقد كانوا يتكلمون في مكبرات الصوت عن ذوي الاحتياجات الخاصة وكيف يشركونهم في هذه الاحتجاجات”. و أضافت: “فما هي إلا ثوان حتى بدأ القصف بمسيلات الدموع والرصاص المطاطي والرصاص الانشطاري، فقامت النساء مفزوعات ومعهن الأطفال، وكان الشباب يصرخون “سلمية سلمية لا تتركوا المكان سلمية سلمية”. وأوضحت زهراء أن كثافة الطلقات جعلت الناس يهربون، وكان هناك أطفال مفقودون وقالتك “بدأ الناس يحاولون إسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفى وسقط شهيدان والبعض في حالات حرجة، ولكن العديد من الجرحى لا زالوا محاصرين في دوار اللؤلؤ“. وقال الصحفي نيك كرستوف، مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن قوات الجيش حاصرت مستشفى السلمانية بوسط العاصمة المنامة، وأضافك “وزير الصحة منع الأطباء من معالجة المصابين وقام بسحب جميع سيارات الإسعاف لكي لا يذهبوا إلى موقع المواجهات”. وأضاف كرستوف: “إن سلوك الوزير استفز الأطباء وكل العاملين في المستشفى الذين راحوا يصرخون في ممرات المستشفى “الشعب يريد إسقاط النظام”. وأكدك “لقد حاول الوزير تهدئة الوضع وسخر منهم قائلا لقد أعلنت استقالتي، فتوجهوا بسيارات الإسعاف إلى الموقع، لكنهم منعوا وضربت قوات الأمن والجيش الممرضات والمسعفين وسائقي الإسعاف”. وأوضح مراسل نيويورك تايمز الذي كان متواجدا في المستشفى أن إحدى الممرضات قالت بأنها رأت رجل أمن يقيد شخصا ويصوب المسدس إلى رأسه ويفجره، فانفجرت جمجمته بأكملها، وكان رجال الأمن يسحبون الجرحى من سيارات الإسعاف ويضربونهم ثم يعيدونهم إلى الإسعاف. وذكر مراسل نيويورك تايمز أن رجال الأمن قيدوا أحد الضحايا ونزعوا عنه “بنطالونه” وحاولوا اغتصابه ولكنهم تركوه. وقال أحد المسعفين إن شخصا من الجيش صوب رصاصا حيا على رأس الشيخ عيسى عبد الحسن الشهيد الأبرز في أحداث البحرين. وأضاف المسعف أن رجل الأمن هدده قائلا: “إذا أسعفتهم سأقتلك”. وأوضح: “لقد كان يتحدث بلهجة سعودية”. وسرقت قوات الأمن إحدى السيارات وذلك لكي يبرروا بعدها تفتيشهم لسيارات الإسعاف وضربهم الجرحى (سيارات الإسعاف وصلت هناك بعد أن خرج المواطنون في مسيرة مع سيارات الإسعاف لكي يستطيعوا الوصول معهم إلى الجرحى). وقد كانت حصيلة الشهداء أمس 6 بينهم شيوخ وشباب ويقال طفلة. وتؤكد التقارير الإعلامية أن هناك 62 مفقودا لحد الآن وهناك شخص تم تقييده ورميه من أعلى الكوبري على الأرض وتهشم عموده الفقري ولا تزال حالته خطرة. هناك ممرضات في المستشفى العسكري يؤكدن وجود مصابين هناك كثر وإصاباتهم مفجعة أكثر من إصابات الموجودين في مستشفى السلمانية بالعاصمة البحرينية المنامة. ويؤكد شهود عيان أنهم شاهدوا الشرطة وكانت معهم ثلاجات لنقل الموتى ولا يعلم أحد أين ذهبوا بهم. هذا وقال التلفزيون البحرين بأن الجيش تعامل بكل حكمة مع المتظاهرين وأنه وجد في مباغتة المتظاهرين ليلا، لمنع فتنة طائفية كانت تحاك ضد البلاد من قبل جهات أجنبية، ونقل التلفزيون الرسمي للبحرين صورا للأحداث تظهر المتظاهرين وهم مدججون بالخناجر والأسلحة، واتهمتهم السلطات الرسمية بأنهم من قاموا بالاعتداء أولا على رجال الأمن مستخدمين السيوف والسكاكين. وكان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة قد قال في وقت متأخر من يوم الخميس إن عملية الإخلاء القسرية التي نفذتها قوات الأمن البحرينية في دوار (ساحة) اللؤلؤة كانت ضرورية لتجنيب البلاد من الاقتراب من حافة “جحيم طائفي”.