تسبب الإضراب الأخير الذي يعرفه قطاع السكك الحديدية بناحية الشرق في أزمة محروقات كبيرة بعدة ولايات، في مقدمتها سطيف وتحديدا بلدية العلمة التي استنفدت كمية المخزون الذي تملكه في أقل من 10 أيام منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية لعمال السكك الحديدية. كما يواجه مجمع “سوناطراك” بدوره كارثة كبيرة من المحتمل أن تكبده خسائر مادية معتبرة في حال ظلت كميات المحروقات المنتجة مخزنة بالقنوات، حسب ما تشير إليه تقارير المختصين. عمد أكثر من 200 عامل بقطاع السكك الحديدية، نهاية الأسبوع الفارط، إلى منع قاطرات نقل المحروقات من التحرك بمنطقة سيدي مبروك، تنديدا بعدم استجابة الإدارة لمطالبهم المتمثلة في زيادة الأجور ب 20 بالمائة، رغم مضي أكثر من أسبوع من شروعهم في الإضراب، حيث أدى هذا الوضع إلى تضرر عدة ولايات كباتنة وبرج بوعريريج وبسكرة والمسيلة، خاصة سطيف التي تعتبر الأولى على المستوى الوطني فيما يخص استهلاك البنزين. ورغم محاولة الإدارة ضرب مطالب العمال عرض الحائط، حسب ممثلين عنهم، بالاعتماد على مقطع السكة الحديدية على مستوى ولاية المسيلة الذي كان من المنتظر أن يدشن في أقل من 15 يوما لنقل صهاريج المحروقات وتوزيعها عبر ولايات الشرق، إلا أن الاضطراب الجوي الأخير وتهاطل الأمطار تسبب في إتلاف السكة على طول 200 متر، ما أدى إلى انحراف القطار في النقطة الرابطة بين المسيلة وعين توتة، متسببة في خسارة مالية تفوق 70 مليار سنتيم تكبدتها المؤسسة. وحسب مصادر مطلعة، فإن الإضراب لم يتوقف تأثيره عند هذا الحد، وقد يواجه مجمع “سوناطراك “ بولاية سكيكدة كارثة حقيقية، خلال الفترة المقبلة، في حال لم يتم تدارك الموقف والإسراع في ضخ المحروقات من الأنابيب التي تراكمت بها نحو وحدة “نافطال” بمنطقة بونوارة بقسنطينة، التي تعتبر نقطة تجميع وتوزيع للمحروقات عبر القطارات إلى باقي الولاياتالشرقية، ما يجعلها عرضة لتسرب الكتل الهوائية التي يصعب التخلص منها لاحقا، ولا يتم هذا إلا بصرف الملايير كحل أولي أو التخلص منها نهائيا، وهي خسارة أخرى سيتكبدها المجمع.