اعتبر ثلّة من الكتّاب العرب، أن الحديث عن أدب الثورات الرّاهنة سابق لأوانه، خاصة وأن الكتابة عن هذه الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية، لا زالت لم تنتهي بعد. وأضاف هؤلاء على هامش مشاركتهم في فعاليات الدورة ال 21 لمعرض أبوظبي للكتاب، المقام حاليا بدولة الإمارات أن ما كتب عن أدب الثورات لا زال لم يصل إلى عامة الشعب بعد، خاصة وأن المبدعين الحقيقيين كانوا يعيشون دائما على هامش مختلف النشاطات الثقافية التي تقام في البلدان العربية. أشار الناشر والكاتب لزهاري الأبتر، لدى مداخلته في هذه الندوة، إلى أنه لا يتوقّع أن تحدث ثورة في الجزائر على غرار ما حدث في مصر أو تونس، ذلك أن ما مرّت به الجزائر من مراحل لم تعهدها هذه البلدان أقلّها مرحلة التسعينيات، لكون الجزائر تتمتع بحرية إعلامية كما أن قضية حرية الكاتب أمر غير مطروح أبدا فيكتب الكتّاب كل ما يكتبونه بحرية بحسب ما قال. وأضاف المتحدث “لقد كتبت إبداعات على هامش أحداث التسعينيات، أو خلال مرحلة الإرهاب، لكنها إبداعات كتبت على عجل إلى حدّ أنه يمكن أن تسمى أدب استعجالي، فالكتابة الرصينة والباقية تحتاج إلى تبلور وتخمّر، وربما تخرج هذه الكتابة بعد عشر أو عشرين سنة لتقول على نحو حقيقي ماذا أعطت هذه الثورات لشعوبها وليس الآن”. بدوره، اعترف الناقد حسونة المصباحي بالدور الذي تلعبه الأنظمة العربية حين تكون أنظمة فاسدة، فهي تساعد في انتشار أدب الكتّاب الموالين للسلطة، فيما يتم حجب النصوص الأدبية التي تتناول أدب الثورات، ما جعلنا اليوم -يضيف المتحدث - نجهل حقيقة أدب الثورات، خاصة أن هذا الأدب ظل غائبا عن المشهد العربي. واستشهد في مداخلته هذه بالمشهد التونسي الذي كان عادة يروّج فقط للكتّاب الموالين للسلطة، وهم أيضا من يشاركون في مختلف الفعاليات الثقافية، ما أعطى انطباعا سيئا عن الثقافة في تونس، بينما كانت الثقافة الحقيقية تنمو في الهامش؛ مؤكدا في ذات الصدد أن الكتّاب الجيدين وصلوا إلى المشرق عبر إبداعاتهم ونصوصهم وليس لأن أصحابها من تونس أو من هذا البلد المغاربي أو ذاك. أما الشاعر منصف الميزغني، فرأى أن الفكرة هي أننا نعيش عصرا من التواصل التقني وغير التقني الذي لا بد له وأن يلغي السؤال التقليدي حول ماهية أحوال الأدب العربي هنا أو هناك، فكل شيء بات معروفا وما علينا فعله في هذه الآونة من الثورات الشبابية التي تجتاح غير منطقة عربية هو أن يتعرّف الواحد منا على الآخر، كالتعرف على أسماء المدن واللهجات ورفض الجور والظلم والحكم المطلق. وأكد، في السياق نفسه، أن علينا أن ننجز أدب هذه الثورات الخاصة بهذه الشعوب وأعني بذلك لماذا لا تصل المطبوعة التونسية إلى الجزائر أو المغرب أو حتى اليمن فيتعرّف الشعب العربي على نفسه ويطبع مع نفسه قبل أن يطبع مع أطماع الآخر فيه، وختم مداخلته قائلا إن لهذه الثورات الشبابية طعم يشبه طعم الاستقلال. يذكر أن الجزائر تسجل حضورها في فعليات الطبعة التي ستتواصل إلى غاية ال20 من مارس الجاري، بجناح خاص مساحته 50 متر مربع، يعرض فيه سلسلة من الكتب والإصدارات في مختلف مجالات الأدب والثقافة والعلوم والمعارف.