وصلت، أمس، أولى شحنات الغاز الطبيعي عبر أنبوب “ميدغاز” إلى ألميريا الإسبانية، حسبما صرح به وزير الطاقة، يوسف يوسفي، خلال ندوة إعلامية أول أمس، أكد فيها أن أسعار البترول الحالية لا تستدعي أي مجازفة من قبل منظمة “الأوبك” لمراجعة سقف الإنتاج معتبرا انفجارات المفاعلات النووية باليابان أهم منعرج للتفكير في الطاقة الكهربائية، التي ستتيح الفرصة للغاز أكثر من البترول. قال ممثل شركة “سيبسا” الإسبانية، ريبرول، في تدخله خلال الندوة: “إننا راضون عن الجزائر، وعن سوناطراك التي تعاملت معنا، وهي فرصتنا معا للمتاجرة بالغاز في أوروبا بشحنات إضافية، ستصل في غضون سنوات إلى 8 ملايير متر مكعب سنويا، لتلبية الطلب الأوروبي”. وقد أعلن وزير الطاقة، يوسف يوسفي، عن وصول أولى شحنات أنبوب مشروع “ميدغاز” أمس إلى ألميريا الإسبانية، انطلاقا من بني صاف بعين تموشنت، وقال الوزير: “ستكون للغاز مكانة هامة عالميا في المستقبل، في ظل نمو جيل التصنيع الكهربائي، وظهور انفجارات في المفاعلات النووية اليابانية، ما سيتيح الفرصة للغاز أكثر من البترول“. وبخصوص الاتفاقية الممضاة بين الجزائروإسبانيا ضمن مشروع “ميدغاز”، فإن لسوناطراك حصة 36 بالمائة، وستأخذ “سيبسا“ نسبة 20 بالمائة، فيما تتقاسم ال 24 بالمائة المتبقية “غاز فرنس” الفرنسية، وشركة “انديسا”، وهي نسب المشاركة في المشروع، فيما تتكفل “سيبسا” بالتعاون مع فروع لسوناطراك بإسبانيا وأوروبا بتسويق الغاز الطبيعي الجزائري مقابل أقساط من الربح، وهي النقطة التي أثارت ارتياح الشريك الاسباني في المشروع، ومنها ارتياح إسبانيا أيضا. الجزائر ثاني ممون عالمي لأوروبا من جهته، قال الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، نورالدين شرواطي، على هامش الندوة، إن الجزائر ثاني ممون عالمي لأوروبا بالغاز وراء روسيا “ومن بين أكبر زبائننا، نجد اليونان، إيطاليا، فرنسا، تركيا، والولايات المتحدةالأمريكية، وإسبانيا، التي نصدّر لها أكبر كميات من الغاز سنويا”. ويضيف شرواطي، بخصوص المشروع: “20 سنة من التعاون أثمرت شراكة هامة، رغم تراجع طلبية الغاز بين 2008 و2009، إلا أن تعافي الاقتصاد الأوروبي سيرفع الطلب ابتداء من 2011”. وأجاب شرواطي عن أسئلة تتعلق بإضرابات عمال سوناطراك بالصحراء قائلا:”هناك لجنة تتابع الملف، وسنقعد مجلسا خاصا يوم الثلاثاء القادم لتقييم الأوضاع ودراسة المقترحات، شأنها في ذلك شأن إشكالية المياه على مستوى مصنع التكرير بسكيكدة، فاللجنة المنّصبة قائمة بالأمور وستقدم تقريرها المفصل قريبا”. في سياق آخر، تحدث وزير الطاقة عن أسعار البترول الحالية، واعتبرها في المقاس ولا تحتاج إلى عقد جلسة بين أعضاء منظمة “الأوبك” لإعادة النظر في سقف الانتاج، أو تحديد إستراتيجية جديدة، في ظل الاضطرابات العالمية وموجة المفاعلات في اليابان، وقال:”لا داعي للقلق والمجازفة الآن”.