أصبحت الحياة اليومية للمواطن الخنشلي، منذ بداية السنة الجارية، عبارة عن طوابير أمام مختلف المصالح والمؤسسات، كمصالح الحالة المدنية ومراكز البريد ووكالات التشغيل، لتتطور إلى احتجاجات أمام مقرات البلديات والدوائر ثم أمام مقر الولاية لرفع الانشغالات والمشاكل التي يعانيها المواطنون، كالشغل والسكن والماء الصالح للشرب والتهيئة الحضرية. وكانت الولاية شهدت في السنوات الماضية جوا من الاستقرار والهدوء مع حركة تنموية سريعة وجد فيها المواطن ضالته وتحقيق جزء من مطالبه كالشغل، حيث عرفت ميلاد أكثر من 300 مقاولة صغيرة شغّلت أكثر من 3 آلاف بطال في مجال البناء وتعبيد الطرقات والشوارع، لكن بعد 5 سنوات تدهورت تلك المنجزات بفعل الأشغال المغشوشة أو تصرفات المواطن غير الحضارية وأصبحت كل أحياء مدينة خنشلة تطالب بالتهيئة في وقت واحد وعجزت السلطات عن توفير الموارد للانطلاق في تهيئة جميع الأحياء. فحيثما تولي وجهك عبر مختلف أحياء المدينة وشوارعها تصادفك أكوام منتشرة هنا وهناك من القمامة والفضلات المنزلية وقطعان من الأغنام ترعى وكأنك في منطقة فلاحية ريفية ولا أحد يتدخل للقضاء على الظاهرة التي أصبحت تشوه وجه عاصمة الولاية. وأرجع السكان تدهور الحياة بعاصمة الولاية للصراعات الناشبة بين الأعضاء ورئيس المجلس الشعبي البلدي، منذ سنوات، متهمين بعضهم البعض بخدمة المصالح الشخصية.