أكدت دراسة عنوانها “الأمن والمال في الإسلام.. الزكاة نموذجاً” أنه لا أمان ولا تنمية في المجتمعات الإسلامية إلا بتطبيق المعاملات المالية الإسلامية، وتفعيل دور الزكاة في التنمية وتوفير الألفة بين الجماعات والأفراد. في البداية أوضحت أن العلاقة بين الأمن وامتلاك المال وثيقة، ولهذا دعا إبراهيم عليه السلام حينما ترك هاجر وإسماعيل في مكة بقوله: “رب اجعل هذا بلداً آمناً”.. وقال تعالى أيضاً: “وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”. وأوضحت أن أول ما ابتدأت به شريعة الإسلام في النظر إلى الثروة تأمين ثقة المكتسب بالأمن على ماله من أن ينتزعه منه أحد فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل”.. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: “إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا”.. وذلك بهدف حفظ الأموال. وأكدت الدراسة أن فلسفة المال في الإسلام لم تقف عند حد تأميم ممتلكات الغني ودعوته إلي الإنفاق بالأمر الواجب كما في الزكاة. والصدقة الواجبة.. أو بالندب المستحب الذي لا يقف عند حد. وإنما تعدى ذلك ليكون من واجبات المجتمع المالية تجاه أفراده، بأن تكون حماية الإنسان المحترم من الهلاك والتلف واجبة علي الأمة.. ومن عظمة هذه الفلسفة أيضاً أن جعل الله الإمساك عن الإنفاق في الوجوه التي أمر بالإنفاق عليها سبباً للهلاك والتأخر، وانتشار الفساد. حيث يقول تعالى: “وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة. وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”. وتطرقت الدراسة إلى أثر الزكاة وما فيها من خير عميم ومنافع كبيرة وعوائد طيبة على الفرد والمجتمع، وعلي الثروة ورءوس الأموال ودفع عجلة التنمية والصفاء النفسي، حيث قال تعالى: “خُذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها”، كما أنها تحمي شباب الأمة من الانحراف الفكري والأخلاقي، حيث تساعد على عفتهم وتزويجهم.. بل إنها تخفض معدل الجريمة بكل أنواعها وتغرس في نفس المؤمن السخاء وتطهر نفسه من رذيلة الشح: “ومن يُوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون”.. وتخرج الأضغان من قلوب البائسين وتقضي علي حقد المحتاجين تجاه الأغنياء المترفين وتستبدل ذلك بالألفة والإخاء.. والزكاة تطهر المال من الشر.. فقال صلى الله عليه وسلم: “إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره”.. وقال في حديث آخر: “حصنوا أموالكم بالزكاة”.. وتهدف الزكاة إلي تحقيق حد الكفاية لأبناء المجتمع إذا تم رفع الوعي لدي الأغنياء. ولهذا لابد من تفعيل دور الزكاة في خدمة الأفراد والجماعات.