تصنّف الجزائر عالميا من حيث احتياط الغاز في المركز الثامن، وراء كل من الصين، الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأرجنتين، المكسيك، جنوب إفريقيا، أستراليا وكندا، وتسجل احتياطا مقدرا عند 231 مليار متر مكعب. ارتفع احتياط الولاياتالمتحدة من الغاز الطبيعي بشكل هائل في السنوات الأربع الأخيرة، كما وصل إنتاج الغاز فيها إلى مستويات قياسية، وانخفضت الأسعار بأكثر من 70 بالمائة. ويرى كثير من الخبراء أن الوضع في الولاياتالمتحدة يشير إلى أن لديها إمدادات كافية من الغاز لمئات السنين، وأن التطور التكنولوجي في هذا المجال لم يغير الوضع في الولاياتالمتحدة فقط، إنما سيغير الوضع عالميا منها الجزائر. ووفقا للتقرير الصادر مؤخرا، فإن الدولة التي تتبوأ المركز الأول في العالم في احتياطي الغاز السجيلي، هي الصين، حيث تقدر كميات الغاز التي يمكن استخراجها بناء على التقنية الحالية ب1275 مليار قدم مكعبة، ما يكفي الصين أكثر من 200 سنة، حسب استهلاكها الحالي للغاز، يلي في ذلك الولاياتالمتحدة باحتياطي قدره 862 مليار قدم مكعبة، ثم الأرجنتين بحوالي 774 مليار قدم مكعبة، ثم المكسيك في المركز الرابع بنحو681 تريليون قدم مكعبة، ثم جنوب إفريقيا بحوالي 485 مليار قدم مكعبة، ثم أستراليا بنحو396 مليار قدم مكعبة، ثم كندا ب388 مليار قدم مكعبة، ثم تأتي الجزائر في المرتبة الثامنة ب231 مليار قدم مكعبة، تليها ليبيا باحتياط قدره 290 مليار قدم مكعبة، وتوجد احتياطيات كبيرة من هذا الغاز في كل من بولندا، وفرنسا، والبرازيل. وتقدر إدارة المعلومات الأمريكية، إجمالي احتياطيات الغاز السجيلي ب 6622 مليار قدم مكعبة عالميا. ولابد من مقارنة هذه الاحتياطيات ببعضها لمعرفة حقيقة الأرقام المقدمة، إذ أن احتياطي الصين من الغاز السجيلي، كما ذكرنا سابقا، يقدر ب1275 مليار قدم مكعبة، وهي الآن تمثل نحو نصف احتياطيات كل منطقة الشرق الأوسط من الغاز، التي تتضمن دولا تحتل المركز الثاني في العالم في احتياطيات الغاز مثل إيران، والمركز الثالث مثل قطر، والمركز الخامس مثل السعودية. وإذا قارنا هذه الأرقام الجديدة باحتياطي الغاز في السعودية نجد أن احتياطيات الغاز السجيلي فقط، هي التي لا تتضمن الغاز المستخرج بالطرق التقليدية، ونجد أن احتياطيات السعودية أقل من احتياطيات كل من الولاياتالمتحدة والصين، وأن احتياطيات الأرجنتين أقرب إلى احتياطيات السعودية. ورغم انخفاض أسعار الغاز في الولاياتالمتحدة إلا أن تكاليف الإنتاج انخفضت بشكل مستمر، خاصة في الشهور الأخيرة، الأمر الذي مكن عددا من الشركات من تحقيق أرباح كبيرة حتى مع انخفاض أسعار الغاز، والتي تتماشى عموما مع أسعار البترول. ويؤكد التقرير أن الجزائر تملك احتياطيا هاما من الغاز يمكّنها من العيش لمئات السنين، كما يفيدها في التصدير مستقبلا لتعويض نفاد طاقة البترول ويضعها أيضا في سكة العالم من حيث التوجه خارج النفط إلى الطاقة الكهربائية والطاقات النظيفة، التي هي بحاجة إلى الغاز أكثر من البترول.